דילוג לתוכן המרכזי בעמוד

اليومالعالميللقراءةالجهريّة:لكلّالأعمار

01/02/2018

يصادف اليوم، الأوّل من شباط، "اليوم العالمي للقراءة الجهريّة"، أي القراءة بصوت عالٍ. جاء القرار بإحياء هذا اليوم للتأكيد على أهميّة قراءة الكبار للصّغار، لما فيها من تأثير إيجابي مثبت على التطوّر الذهني والعاطفي للطفل. بسبب هذا التأثير الإيجابي، والذي نرى ثمرته من خلال مشروع مكتبة الفانوس في روضات وبساتين الأطفال منذ عام 2014، تقرّر مؤخّرًا توسيع المشروع ليشمل الصّفوف الأولى والثّانية في كافة المدارس الابتدائية العربية، بتمويل من قسم أ للتعليم الابتدائي في وزارة التربية والتعليم وصندوق غرنسبون. حول أهمية قراءة الأهل لأطفالهم ومواصلة الاستمتاع بهذه اللحظات الحميمة حتى في مرحلة التعليم المدرسي، تقرأون في هذا المقال.


 

جالينا فرومن*

 

يشعر الكثير من الأهالي، وبحقّ، ببعض القلق إزاء "سرقة الوقت" بفعل التكنولوجيا الرقمية، فالكثير من الأولاد يغرقون في الأجهزة بأنواعها، ويهملون القراءة وحتى اللّعب. يبدو أن هناك علاجًا ناجعًا لهذه الظاهرة الجديدة، وهو لا يكلّف شيئًا، بل هو متوفّر في كل بيت. كلّ ما يتطلّبه الأمر هو استعداد أحد الوالدين أو البالغين لقضاء بعض الوقت في قراءة الكتب للطفل، ويمكن الاستمرار في هذا النهج لفترة طويلة حتى بعد أن يكون الطفل قد اكتسب مهارة القراءة.
أثبتت دراسة أُجريت في الولايات المتحدة في عام 2016 من قبل Scholastic Books و- YouGov والتي اشتملت على 2000 من الآباء والأمهات والأطفال، أنّ 87٪ من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6-8 أعوام، ونفس النسبة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9-11 عامًا، عبّروا عن رغبتهم وحبّهم في أن يقرأوا مع أحد الوالدين. حوالي 91٪ من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3-5 أعوام قالوا إنّهم يحبّون أو يتمتّعون بقراءة الكتب مع والديهم.

الأمر الرائع في القراءة المشتركة هي المتعة التي تحقّقها. فقد اعتبر أكثر من 70٪ من الأطفال في سنّ 6-11 عامًا وذووهم، أن القراءة المشتركة "وقتًا جيّدًا". وقال حوالي 51٪ من الأطفال أنها تتيح لهم الاستماع إلى قصة سبق ولاقوا صعوبات في قراءتها لأنفسهم. كما أشار العديد من الآباء والأمهات (49٪) والأطفال (36٪) أنّ القراءة بصوت عالٍ أتاحت لهم إجراء حوار مشترك مع طفلهم حول الكتب، مما زاد من متعة اللقاء. وتبيّن أن الأطفال الذين يحصلون على فرصة الاستماع إلى القصص حتى سنّ 11 عامًا يميلون إلى الاستمتاع بالقراءة أكثر من غيرهم، والأطفال الذين يتمتعون بالقراءة يستمرّون بالقراءة مدى الحياة.

تعمل وزارة التّربية والتعليم منذ سنوات على تشجيع القراءة في مرحلة الطفولة المبكّرة، من خلال برامج مختلفة. من أكبر وأهمّ هذه البرامج حاليًّا مشروع مكتبة الفانوس باللغة العربية و"مكتبة بيجاما" باللغة العبرية، وهي تعمل بالتّعاون مع مؤسّسة هارولد غرنسبون في إسرائيل. تقدّم هذه البرامج لأطفال كافّة الرّوضات والبساتين الرّسمية ثمانية كتب مجّانية سنويًّا، إضافة لعشرات آلاف الكتب التي تصل للأطر الأهلية مقابل مبلغ رمزي. بعد أن تقوم المربّية بنشاط في الروضة حول القصة، يتلقّى كلّ طفل نسخته الشخصية هديّة للمكتبة البيتية. مؤخّرًا وسّعت وزارة التربية والتعليم البرنامج ليشمل أيضًا الصفوف الأولى والثانية في كافّة المدارس الابتدائية العربية، الرّسمية والأهلية، ليحصل كل تلميذ وتلميذة على أربعة كتب نوعيّة سنويًّا مجّانًا. كما ينشط المشروع نفسه في 50% من المدارس اليهودية، وتدرس الوزارة إمكانية توسيع البرنامج لمدارس إضافية.

إنّ تدخّل الأهل ضروري جدًّا لتحقيق النّجاح. فقد أثبتت دراسات التقييم في وزارة التربية والتعليم (راما) أنّ 89٪ من الآباء العرب واليهود، قرأوا لأطفالهم كلّ أو معظم الكتب التي حصلوا عليها، ما لا يقلّ عن مرّتين. وأفاد 75٪ من أهل الأطفال في الرّوضات والبساتين في الوسط اليهودي، و87٪ في الوسط العربي، بأنّ البرنامج ساعدهم على زيادة عدد المرات التي قاموا فيها بقراءة كتب لأطفالهم. وأكّد 80٪ من أهالي أطفال "مكتبة بيجاما" و86٪ من أهالي أطفال "مكتبة الفانوس"، بأنّهم يتحاورون مع أطفالهم حول كلّ أو معظم الكتب التي يقرأونها لهم.

كيف ستؤثّر التكنولوجيا الرّقمية على الأطفال على المدى البعيد؟ لا نعرف بشكل قاطع، ولكن إذا قام كلا الوالدين والمؤسّسات المعنيّة في الدولة، كلّ في مجاله وحسب اختصاصه، بما يلزم لتشجيع القراءة المشتركة، ستتوفّر الفرصة لتنشئة جيل يحبّ الكتب، وقادر على أن يجمع بين القراءة الممتعة وبين الهوايات التكنولوجيّة.

 

 

*الكاتبة هي المديرة العامّة لصندوق غرنسبون إسرائيل ومديرة مشروعَي "مكتبة الفانوس" و"مكتبة بيجاما".