דילוג לתוכן המרכזי בעמוד

والديّةداعمةفيمرحلةالطوارئ-الأخصائيّةالنفسيّةالتربويّةسوسنمصالحة

23/10/2023

 

يعدّ الانتقال من الروتين اليوميّ إلى حالة الطوارئ وفقدان الأمان الذي يرافق التغيّرات الجذرية غير المخطط لها، مرحلة من المراحل الصعبة على الأهل والأطفال على حدّ سواء. يعيش الأهل في هذه الفترة تخبّطات عديدة في كيفيّة شرح الأوضاع الرّاهنة للأطفال في البيت، كيف نجيب عن أسئلتهم غير المتوقّعة؟ وما هي حدود المعرفة لكلّ جيل حفاظًا على السّلامة النفسيّة للطّفل؟

من المهم التّوضيح أن تجارب الأطفال في ذات الأزمة تختلف وتتفاوت، وذلك وفقًا للمنطقة الجغرافية التي يعيشون فيها ومدى قربها من الأزمة، بالإضافة إلى مدى انكشاف الأطفال على القنوات الإخبارية ومواقع التّواصل الّتي تبثّ على الدّوام وبكثافة آخر التطوّرات. حتى ردود فعل الأطفال تختلف بحسب شخصيتهم، وحصانتهم النفسية وقدرتهم على التعامل مع الأزمات.



يتوجب علينا كأهل الانتباه لردود الفعل التي تظهر عند أطفالنا، نذكر منها:

-ردود فعل جسمانيّة: الشعور بالتعرّق وبارتفاع درجة حرارة الجسم، استخدام المرحاض بوتيرة عالية أو أقل من العادة، ازدياد نبضات القلب، أوجاع في البطن

-ردود فعل شعورية: الشعور بالخوف أو القلق أو التوتر

-ردود فعل سلوكية: انطواء وامتناع عن تأدية مهام عادية، الالتصاق بالأهل، صعوبات في النوم، الانزواء في الغرفة والابتعاد عن النّاس.

-ردود فعل ذهنية: صعوبة في التركيز والتخطيط والتفكير كالمعتاد.

كل هذه هي ردود فعل طبيعية نتيجة لحدث غير طبيعي ومفاجئ تتطلّب من الجسم الردّ تعبيرًا عن الأزمة أو الصدمة الحالية.

كيف نساعد أطفالنا؟ سؤال مهم ولكن الأهم هل تستطيع أن نساعد أطفالنا قبل أن نساعد أنفسنا؟ هذه بعض الآليات والأسس والمبادئ التي تمكّنكم من التعامل مع الوضع الراهن :

  • نتواجد معًا في البيت، ونتبادل المشاعر والحديث مع الأقرباء والأصدقاء والعائلة.

  • الوعي بأنّنا كأهل لنا دور هام في بناء الحصانة النفسية لأولادنا.

  • استرداد الشعور بالمقدرة والتأثير كأهالي على المحيط القريب بالرغم من الشعور بالعجز وعدم القدرة على التأثير على المحيط الخارجي.

  • نتذكر بأننا مرآة لأطفالنا: جرّبوا تمرين الوعي الذّاتي بالخوف: تخيّلوا بأنّ معكم مسطرة فيها من الأعداد من 0 حتى 10، ما هي درجة الخوف الّتي تشعرون بها؟ تحدّثوا عن ذلك وواجهوا أنفسكم وتقبّلوا مشاعركم. ومن المهمّ أن نعي بأنّ مشاعرنا تنعكس على أولادنا.

  • جرّبوا تمرين ضغط اليدين، اضغطوا بشدّة على اليدين، هل لديكم القدرة الكاملة والسلسة على التنفس؟ لا، فهذا ما يحصل للجسد في حالة التوتّر. لذا من المهم ّ أن تسترخوا! وجرّبوا تمارين التّنفس البطيئة والعميقة.


*تذكّروا توجيهات الأمان للمسافرين على متن الطائرة، تتطلّب من الأهل وضع الكمامة لأنفسهم ومن ثمّ وضعها لأطفالهم. بمعنى أنه فقط إذا كان الأهل مرتاحين وآمنين سيكون بمقدورهم العناية بأطفالهم.

 

كيف نساعد الأطفال؟

-ندعم المشاعر: كل المشاعر شرعيّة. "ماما أنت خائف؟ هذا شعور طبيعي وأنا كمان خايفة .." اقترحوا عليهم آليات للتخفيف من حدّة التوتر "نلعب لعبة معًا، نرسم، نقرأ، نغنّي، نرقص، نتحاور ونشارك"

-بثّ الأمل في نفوسهم، فنقول لهم مثلًا أنّه في الحياة دومًا هناك هبوط وصعود، فترة وستمرّ ونعود بعدها لحياتنا اليومية.

- حافظوا على الروتين اليومي، فهذا يساعد على الشعور بالسيطرة والأمان.

- أكثروا من العناق!

- إعطاء مهام لمنح الشعور بالقوة، والتأثير والسيطرة. فهذا يساعد الصغار على الانتقال من حالة الخمول إلى الفعل مما يساعد في التخفيف من حدة القلق والتوتّر.
-انتبهوا لطريقة طلبهم للمساعدة وطرق تعبيرهم عن الضائقة. حتى التغيرات الإيجابية المفاجئة قد تشير أحيانا  إلى ضائقة.

- في حالة استمرت ردود الفعل التي أشرنا اليها  لوقت طويل وبحدة كبيرة -اطلبوا الاستشارة والمساعدة من أخصائيين نفسيين، مستشارات وغيرهم...

 

كيف نحدّث الأطفال عن الحرب؟

من المهمّ التشديد على بعض الأسس:

* عدم إخفاء ما يحصل من حولنا أو الكذب على الطفل. من المهم مشاركته بما يتلاءم مع جيله وقدراته الذهنيّة والعاطفيّة.

* من الممكن أن نسأله عما يفهمه مما يحدث، فقد يعرف الطفل ما يدور دون أن نحادثه من خلال ملاحظة ردود فعل الكبار حوله، أو سماعه محادثات الأهل والانكشاف على الأخبار.

* قد يؤدي ما يعرفه الطفل إلى إثارة أفكار ومشاعر مختلفة لديه، ليست لديه القدرة وحده على ضبطها وترتيبها. لذا من المهم وجود بالغ يقوم بهذا الدور.

* من المهمّ بثّ الأمل وتوفير محيط داعم لتخطّي الأزمة والتعامل مع الضائقة.

 

يمكن أن نقول للأطفال إنّ هناك حربًا في الخارج، وهي حالة نزاع بين طرفين، وبهذه الحرب تطلق صواريخ فنسمع صوت صفارة الإنذار (وصوت الصفاره ممكن ان يكون مزعجًا للبعض) ولكنّه إشارة لنا وتنبيه لندخل إلى مكان آمن وهكذا نحمي أنفسنا.

هذه الفتره مؤقّتة، وستمرّ وسنعود بعدها إلى حياتنا الطبيعية، وفي الوقت الحالي نحن نقوم بتوفير الظروف الآمنة لنا جميعا كعائلة.

 

تذكّروا أنّ  90% من الأطفال يجتازون مرحلة الضائقة بسلام. كيف؟ بوجود محيط داعم.

مع تمنياتنا لكم ولأطفالكم الخير والأمان.

 

*هذه محاور محاضرة عبر الزوم قدّمتها الأخصائية النفسية التربوية سوسن مصالحة، أمام جمهور من الأهل. نظّمت المحاضرة مكتبة الفانوس بتاريخ 17.10.23

سوسن مصالحة، هي أخصائيّة نفسيّة تربويّة، تدير مركز الخدمات النفسية في دالية الكرمل وتعمل في قسم التعلّم العاطفي الاجتماعي في جامعة رايخمان.