דילוג לתוכן המרכזי בעמוד

قصّةقوسقزحالمشاعر

02/06/2019

في أعقاب "حكاية سلام في سوق الكلام"

 

رغم غنى لغتنا العربيّة، إلّا أنّ قاموسنا اللغوي المتعلّق بالمشاعر والمستعمل في حياتنا اليومية محدود للغاية لدرجة أنه لا يفي المشاعر حقّها. من الأمثلة اليوميّة على ذلك، أن يجيب طفلنا على سؤالنا "كيف حالك اليوم؟"، بإجابة مثل "منيح" أو "مش منيح"، دون إبداء قدرة على تفسير حالاته النفسيّة المركّبة والمختلفة بكلمات واضحة ودقيقة. إلى أيّة درجة يعرف أطفالنا الفرق بين غاضب، خائب الأمل أو قلِق؟ هل نعرف نحن الفرق بين الهوى والعشق والصبوة؟ لا شكّ أنّ نسبة كبيرة جدًّا منّا ليست على دراية بالكلمات الكثيرة التي تصف المشاعر في اللغة العربيّة، والفرق بينها!

في ويكيبيديا أمثلة على غنى التعابير اللغوية في قائمة المشاعر، ومنها:

مشاعر اهتمام: مودّة، تعاطف، حبّ، تودّد

مشاعر تفاعلية: لطف/أدب، دهشة، تشويق

مشاعر إيجابية: شجاعة، أمل، تواضع، ثقة، قناعة، اكتفاء

مشاعر إيجابية هادئة: هدوء، استرخاء، راحة، قناعة، صفاء

مشاعر إيجابية نشطة: إثارة، سعادة، سرور، مرح، بهجة، ابتهاج، تسلية

مشاعر سلبيّة قويّة: غضب، انزعاج، اشمئزاز،  ثوران، احتقار

مشاعر سلبيّة: غرور، شكّ، حقد، شعور بالذّنب، عار، إحباط

مشاعر سلبيّة استسلاميّة: ملل، يأس، إحباط، جرح، حزن

مشاعر سلبيّة غير متحكَّم فيها: توتّر، خوف، بؤس، عجز، قلق، ارتباك

 

تعود صعوبة استعمال هذه الكلمات إلى عاملين: الأوّل لغويّ والثّاني نفسيّ:

أوّلا: علينا لغويًّا معرفة هذه الكلمات والاختلافات في استعمالاتها. تتبلور هذه المعرفة من خلال انكشافنا على لغتنا العربيّة الغنيّة.

ثانيًا: علينا اكتشاف مشاعرنا الدّاخلية وفهمها قبل التّفكير في اختيار التّسمية المناسبة لها. منذ نعومة أظفارهم نقوم بمساعدة الأطفال على التّمييز بين حالاتهم النّفسيّة المختلفة وتسميتها، وتحويل شعور ”منيح“ إلى ”سعيد“ أو ”مرِح“ أو ”متفاجِئ“. وتحويل شعور ”مش منيح“ إلى ”غاضب“ أو ”حزين“ أو ”خائف“…

 

هذه التّسمية هي وظيفة البالغ تجاه الأطفال الذين لا يملكون في سنّهم الصغيرة قاموسًا لغويًّا حسّيًّا بعد. مع الوقت يتمكّن الطفل من تسمية مشاعره بنفسه، دون تدخّل البالغين من حوله.

”حكاية سلام في سوق الكلام“هو مقدّمة رائعة للعمل مع أطفالنا على قوس قزح المشاعر. من خلال لعبة التّداعيات التي تأخذنا سلام إليها، يبدأ انكشاف الطّفل على هذا الطّيف. كلّ دكّان "يبيع" شعورًا من عالم مختلف، وكلمة تعبّر عنه. تأمّلوا مع أطفالكم "بضاعة كلّ دكّان"، توقّفوا عند الكلمات المختلفة وتحدّثوا معهم حول تنوّع المشاعر المختلفة.

بهدف تذويت هذا القاموس علينا أن نستعمله بشكل متكرّر. وفي كلّ مناسبة نستذكر سلام وسوق الكلام لنتحدّث عن قوس قزح مشاعرنا.

الصّورة عن موقع ويكيبيديا

 

بقلم: الاختصاصيّة النفسيّة العلاجيّة، رنا منصور عودة