דילוג לתוכן המרכזי בעמוד

نفكّرخارجالصندوق

20/05/2021

رنا منصور عودة

في أعقاب كتاب "ماما ماذا يعمل هذا؟"

تأليف: مايا ميتاف | رسومات: أفيئِل بَسيل | ترجمة: فتحيّة خورشيد طبري

 

كم من مرّة وجدنا أنفسنا أمام أفكارٍ غريبةٍ نسمعها من الأطفال؟ أفكار "خارج الصّندوق" تذهلنا وتثير إعجابنا؟ تفسير غريب، أو فكرة لامعة، أو منطق طفوليّ لا يتوافق مع منطق البالغين؟ من جهة أخرى، نعلم أن الطفل بحاجة إلى معلوماتٍ أساسيّةٍ منّا عمّا حوله. وقد نرى في الكثير من المواقف فجوةً، بل تناقضًا، بين هذين الطرفين، فكيف لنا أن نحافظ على كلّ ما هو خاصّ في عالم طفلنا دون أن ندخله إلى قوالب التفكير التي اعتدنا عليها؟

 



كيف نوازن بين واجبنا إعطاء المعلومات وبين مساحة الخيال الشّخصيّ؟

أوّلًا: نعطي الشرعيّة لكلّ أنواع الأسئلة، سواء مهمّة أو أقلّ أهميّة في نظرنا.

ثانيًا: نتعامل بصبر مع "وابل" الأسئلة، النّابع من حبّ الاستطلاع لدى الأطفال في هذه المرحلة العمريّة. ونجيب استنادًا على حقائق ومعلومات واقعيّة، فدورنا أن نكون وسيطًا بين الطّفل والعالم الخارجيّ.

ثالثًا: لا نستعجل بإعطاء الأجوبة، بل نتمهّل ونعطي الطّفل فرصة للتّفكير، فنردّ بسؤاله: "ما رأيك أنت؟" أو "ما الذي يخطر في بالك بهذا الموضوع؟". تحثّ هذه الفرصة الطفل على أن يبحث عن الإجابات بنفسه وداخله أولاً قبل الحصول عليها جاهزة من الآخرين.

رابعًا: هنا يأتي دورنا في توفير المعلومات الكاملة أو الصحيحة. قد تتناسق هذه المعلومات مع ما فكّر فيه الطفل، وعندها علينا تشجيعه، مثلاً أن نقول له: "رائع…". وقد لا تتناسق أفكاره مع المعلومات التي نزوّده بها، فنقول: "تفكيرك إبداعي/خلّاق! لم أفكّر بهذه الطريقة!" أو ما شابه ذلك لنشجّعه على مواصلة التفكير.

خلاصة القول، واجبنا توفير معلومات واقعيّة لطفلنا عمّا يدور من حوله، كما رأينا في قصة "ماما ماذا يعمل هذا؟"، ولكن هذه القاعدة لا تلغي أهمّية ترك مساحة لإبداع الطفل وتفكيره خارج الصندوق.

 

*الكاتبة هي اختصاصيّة نفسيّة علاجيّة