דילוג לתוכן המרכזי בעמוד

كيفندعمالطّفلفيعملياتالتعلّم؟

03/12/2020

رنا منصور عودة*

في أعقاب قصّة "مامبا"

تأليف: فاطمة حجازي | رُسومات: شارلوت شاما

 

الكثير من علماء النّفس يصفون الطّفل المولود بأنّه "لوح أبيض"؛ تبدأ تجاربه الحياتيّة ترتسم على اللوح، الشخصية، فيبدأ بالتّعلّم والتأثّر.

ولكن، كيف تكون عمليّة التعلّم بالنّسبة للأطفال؟ كيف تكون تجربة تعلّم الكثير؟ ماذا يحصل في هذه المسيرة؟ وما الّذي ييسّرها؟

إذا نظرنا كبالغين إلى عمليات تعلّم الأطفال، نجد الأمور سهلة وبسيطة. لكنّ عمليّة تعلّم الطفل تتعلّق بالكثير من العوامل التي تؤثّر عليها.

لننظر أوّلا إلى الفكرة العامّة للتعلّم:

يتعلّم الطفل من بيئته بالفطرة. أوّلا من خلال المشاهدات والتّقليد، فهو يسمع ويتفاعل، ومن ثم يجرّب فنتفاعل نحن. وهكذا دواليك، تبدأ الإشارات الأولى لتعلّم الطفل.

مع تقدّم الطفل بالعمر نبدأ بتوقّعات عديدة لتطوّره في جميع المجالات؛ الذهنيّة والحركيّة والاجتماعيّة وغيرها.

يبدأ "اللوح الأبيض" بالازدحام، وتتحوّل عملية التعلّم التلقائيّ والفطرة، إلى متطلبات بيئية وتوقّعات عديدة.

هذا الانتقال يشكّل أمرًا بديهيًّا لنا، ولكنّه قد يختلف عند الأطفال. رأينا في قصّة "مامبا" التّجربة التي مرّت بها هذه الذئبة الصغيرة في القطار حتى نجحت بالعواء. كانت المسيرة التي بدت لنا بديهيّة، أصعب وبحاجة إلى الكثير كي تُنجز.



كيف ندعم الطّفل في عمليات التعلّم؟

أوّلًا: علينا الاطّلاع على مميّزات المرحلة العمرية التي يعيشها الطّفل، وذلك لملاءمة توقّعاتنا وطلباتنا، للقدرات التي تميّز هذه الفترة. بكلمات أخرى، لائموا توقّعاتهم لقدرات طفلكم العمريّة.

ثانيًأ: لكل طفل وتيرة خاصّة علينا أخذها بعين الاعتبار. هناك من الأطفال من يجرأ ويحاول، وهناك المائلون للخجل والانطواء. لذا لائموا توقعاتكم للوتيرة الشخصية للطّفل، فلا تستبقوا الأحداث.

ثالثًا: ابتعدوا عن التقييمات لأنها قد تتحوّل إلى حاجز بالنّسبة للطفل. العديد من الأطفال يهابون التّقييم ويتصرّفون معه بانطوائيّة وامتناع. لنجعل عمليّة التعلّم داعمة ومسليّة لأن الطفل يتفاعل وفقا لمبدأ المتعة والفرح.

رابعًا: لكلّ طفل مسار شخصي للتعلّم، منهم من يرتكز على تعلّمه السّمعي، ومنهم على تعلّمه لبصري، وآخرون يميلون للتعلّم من خلال المشاهدات. في قصّتنا نرى مامبا تمضي في مسار مع وتيرة خاصّة، بها وصولًا إلى التّجربة الشّخصيّة مع اقتراب المحطّة.

مما لا شكّ فيه، أنّ الطّفل قادر على استيعاب المعلومات من بيئته. فهو شخص متعلّم بالفطرة وما علينا كبيئة سوى الانتباه إلى العوامل الإضافيّة؛ العاطفية، الذهنيّة والشخصيّة، لنستطيع مساعدته في الاستفادة من مسار التعلّم.

 

*الكاتبة هي اختصاصيّة نفسيّة علاجيّة