مقدمة-اللعببالدمى
29/09/2025
اللعب بالدمى هو جزء أساسيّ من حياة الأطفال في مختلف الثقافات حول العالم.اللعب بالدمى هو جزء أساسيّ من حياة الأطفال في مختلف الثقافات حول العالم. تكاد لا توجد جماعة بشريّة لم تعرف استخدام الدمى عبر التاريخ، ولا يكاد يوجد طفل أو طفلة لم يجرّب اللعب بالدُّمية. تشير الأبحاث إلى أنّ اللعب بالدمى وُجد منذ فجر التاريخ، وأنّه كما يبدو لبّى حاجة اجتماعيّة وطقوسيّة لدى الأطفال في الثقافات القديمة.
ليست الدُّمية في الرَّوضة مجرّد غرض للّعب، بل هي شخصية مؤثِّرة في حياة الأطفال، وتلعبُ دور "صديق إضافيّ" لهم. فهي تتيح لهم التعلّم من خلال التجربة، وتوفّر مساحة آمنة للتعبير العاطفيّ، وتُساهم في تطوير المهارات الاجتماعيّة. تمنح الدُّمية الأطفال فرصة للحديث عن مشاعرهم ومشاركة خبراتهم بطريقة غير مباشرة، ممَّا يساعدهم على مواجهة المواقف المُعقّدة. فالأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة ما زالوا في مرحلة تطوير القدرة على التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم، لذلك فإنّ التفاعل مع الدُّمية يوفّر لهم وسيلة طبيعيّة وميسّرة للتعبير والتدرّب على مواقف اجتماعيّة دون خوف من النقد أو الحكم، الأمر الذي يُسهم في نموّهم العاطفيّ والاجتماعيّ.
إضافةً إلى ذلك، فإنّ المواقف الاجتماعيّة والعاطفيّة التي تتيحها الدُّمية تتداخل بشكلٍ طبيعيّ مع النموّ اللغويّ، وتطوير المهارات القرائيّة.
وجدت الدراسات أنّ الثقافة القرائيّة في البيئة الحياتيّة للطفل لها أثر حاسم في تطوّره اللغويّ والقرائيّ. كما تشير دراسات أخرى إلى أنّ القراءة المشتركة بين الأهل والطفل تُؤثّر مباشرةً على تطوّر ثروة الطفل اللغويّة، وعلى إنجازاته في الرَّوضة والمدرسة.
تستندُ العلاقة بين الدُّمية وبين القراءة المشتركة على البُعد العاطفيّ والوجدانيّ أيضًا الذي تخلقه الدُّمية حول الكتاب – فهي تجعل عمليّة القراءة أكثر تفاعليّة، شخصيّة وذات معنى.
سوف تنصبُّ عنايتُنا في هذا الدليل على مساهمة اللعب بالدُّمية في تحقيق رؤية "الرَّوضة المستقبليّة"، لا سيّما في المواضيع التي تتناولُها كُتُب مكتبة الفانوس، مثل: تعزيز محبّة القراءة، وأهميّة القراءة المشتركة في البيت والرَّوضة. كما سوف نُركِّزُ على القيم المركزيّة التي تبرز من خلال هذه الكتب، مثل: التعاطف، قبول المُختلف، التضامن، مساعدة الغير، والتعاون، وغيرها.
---------------------------------------------------------------
المنطلقات (الفرضيَّات الأساسيّة)
- اللعب هو وسيلة أساسيّة ولا غنى عنها في التطوّر المعرفيّ، العاطفيّ، الاجتماعيّ والفكريّ للأطفال.
- يشجّع دمج الدُّمية في الرَّوضة على اللعب الإبداعيّ والخياليّ، ويُتيح للأطفال التعبير عن مشاعرهم، واستكشاف بيئتهم وبناء علاقات اجتماعيّة.
- النشاط والمبادرة والمشاركة من قِبل الأطفال هي جزء لا يتجزّأ من سيرورة النموّ والتعلّم.
- العلاقة بين الرَّوضة والبيت هي عنصر محوريّ في تطوّر الطفل. يُتيح أخذ الدُّمية إلى البيت استمراريّة تربويّة، ويُعزّز الشعور بالانتماء والارتباط بين الرَّوضة والبيت.
- يُتيحُ إدخال الدُّمية إلى الرَّوضة الفرصةَ أمام الأطفال للاستكشاف، وقيادة أنشطة، والتعبير عن أنفسهم في بيئة داعمة.
- يُؤثِّرُ الحيّز الماديّ في الرَّوضة بشكلٍ مباشر على خبرات التعلّم وتطوّر الأطفال.
---------------------------------------------------------------
مبادئ تربويّة
التعلّم كعمليّة مستمرّة ومتدرّجة هو عنصر محوريّ في ترسيخ خبرات التعلّم، وتعزيز العلاقات الاجتماعيّة، وتحسين التعبير العاطفيّ لدى الأطفال. يندمج اللعب بالدُّمية والأنشطة مع السيرورة التعلّمية على مدار العام، بدءًا من التحضيرات لاستقبال الدُّمية، مرورًا باللعب اليوميّ، ووصولًا إلى الأنشطة المرتبطة بكتب مكتبة الفانوس. تتيح هذه الاستمراريّة للأطفال تطوير مهاراتهم وترسيخها بالتّدريج.
لا ينبغي إلزام الأطفال بالمشاركة في الأنشطة، بل يجب إتاحة المجال لهم لاختيار مستوى وأسلوب انخراطهم بشكل طبيعيّ.
هناك أهمية كبيرة لتصميم البيئة التربويّة بالمشاركة مع الأطفال. يجري تصميم الحيّز بحيث يتناسب مع اللعب بالدُّمية ووفقًا لميول الأطفال. ينبغي خلق أركان خاصّة تُشجِّعُ على اللعب الدراميّ، والحوار العاطفيّ والاجتماعيّ، والقراءة المشتركة الممتعة.
تنظيم الوقت بشكلٍ يوازن بين الجدول الزّمني المألوف للأطفال، وبين اختياراتهم ممّا يمنحهم شعورًا بالأمان والاستقرار. تندمج الدُّمية، بصفتها "صديقة" في الرَّوضة، بشكل طبيعيّ في الجدول اليوميّ، وتغدو جزءًا لا يتجزّأ من حياة الأطفال، ممّا يتيح لهم بناء علاقةٍ ذات معنى معها، وإشراكها في ألعابهم وأنشطتهم حسب رغباتهم.
دور طاقم الرَّوضة في الوساطة هو عنصر مركزيّ في تعلّم الأطفال، وتطوير مهاراتهم الاجتماعيّة، وتعزيز شعورهم بالأمان. تؤكّد نظريّة عالم النفس التربويّ فيغوتسكي على التعلّم من خلال التفاعل الاجتماعيّ، ووساطة البالغين والأقران. إنّ أحد المفاهيم الأساسيّة في نظريّته هو: "منطقة النموّ القريبة" (ZPD – Zone of Proximal Development)، الذي يصف الفرق بين ما يستطيع الطفل إنجازه وحده، وبين ما يمكنه إنجازه بمساعدة ودعم من الآخرين. من هنا تأتي الأهميّة البالغة لوساطة الطاقم في الأنشطة مع الدُّمية.
من المهمّ أن يشارك طاقم الرَّوضة بصورة فعّالة في تيسير لقاءات الأطفال مع الدُّمية، كي تُسهم هذه اللقاءات في تعزيز التعبير الشخصيّ، وتطوير اللغة، وفهم المضامين، وتعميق العلاقات بين الأطفال. الوساطة الجيّدة تتيح للأطفال أيضًا لقاءات مستقلّة وذات معنى مع الدُّمية.
القراءة المشتركة والحوار هُما ركيزتان أساسيّتان في سيرورة تعلّم الأطفال. يعمّق دمج الدُّمية في القراءة المشتركة للنصوص، وفي الحوار والنقاش عقب القراءة، وكأنّها واحدة من أطفال الرَّوضة، ارتباط الأطفال بالقصص، ويشجّعهم على المشاركة بشكلٍ فعّال في النقاش.
تُوفِّرُ كتب مكتبة الفانوس الفُرصَة لنقاشات حول القيم والرسائل الاجتماعيّة، والنُّموّ العاطفي. يمكن للدُّمية أن تكون جسرًا يربط بين هذه المضامين، وبين عالم اللعب عند الأطفال، فتدمج بين عناصر القصص المقروءة وبين خبراتهم الشخصيّة.
سوف تُعرَضُ في الأجزاء التالية من الدليل، طرق تطبيق هذه المبادئ في الرَّوضة، ودمجها في الممارسات التربويّة اليوميّة، مع التركيز على ملاءمتها لاحتياجات الأطفال التطوّريّة، وللجدول التربويّ، بهدف خلق خبرات تعلّم هادفة وذات صلة، وتعزيز التفاعل مع الكتب داخل الرَّوضة وفي البيت.
العودة إلى الصفحة الرئيسية للدمية
[1] Jessica Phippen. (n.d.). Terracotta Doll Archaeology of Daily Life – Childhood. Johns Hopkins, Krieger School of Arts & Sciences.
[2] אקורד פסיכולוגיה חברתית לשינוי חברתי. (ללא תאריך). משחקים לעתיד – חינוך לחיים משותפים בגיל הרך. האוניברסיטה העברית.
[3] Korat, O., Arafat, S. H., Aram, D., & Klein, P. (2013). Book reading mediation, SES, home literacy environment, and children’s literacy: Evidence from Arabic-speaking families. First Language, 33(2), 132–154.
[4] Lyu, X., Li, H., & Chen, X. (2020). The influence of home literacy environment on children’s language and literacy development: A meta-analysis. Frontiers in Psychology, 11, 569581.
[5] Mol, S. E., Bus, A. G., de Jong, M. T., & Smeets, D. J. H. (2008). Added value of dialogic parent–child book readings: A meta-analysis. Early Education and Development, 19(1), 7–26.
[6] רוזנטל, ש., גת, ל., & צור, א. (2008). לא נולדים אלימים: החיים הרגשיים והחברתיים של ילדים קטנים – המודל האקולוגי של ברונפנברנר (עמ' 84–89). הקיבוץ המאוחד.
[7] פינק-קרוננברג.א, 2022, עידוד מיומנויות משחק דמיוני אצל ילדים, באתר 'לגדל ילד חברתי'-ד"ר עדה בקר.
العودة إلى الصفحة الرئيسية للدمية












