דילוג לתוכן המרכזי בעמוד

المشاركةعندالأطفالقيمةمكتسبة

07/10/2018

نرى أرنوب يخزّن الجزر، ويسبّب في هدم بيوت أصحابه لصعوبته في التخلّص من جزراته، إلى أن يقرّر في النّهاية مشاركة أصدقائه بما جمعه. هل هو أرنب "أنانيّ"؟

في العديد من الأحيان نطلق الأحكام على الأطفال، ونعتبرهم أنانيين لا يشاركون غيرهم بما لديهم. وأحيانًا أخرى نطلب منهم المشاركة، ونجبرهم عليها لشعورنا بأنّها قيمة يجب على الطفل تعلّمها. لكن، من المهمّ التّعامل مع عدم المشاركة عند الطفل كأمر طبيعي وعمليّة تبدأ بعدم قدرته على المشاركة كونه لا يزال في مراحل حياته الأولى متمركزًا بنفسه وبعالمه الدّاخلي، مرورًا بتعلّم القيم الاجتماعية ووصولا إلى اكتسابه القدرة على المشاركة والاستمتاع بنتائجها.

يبدأ الطفل حياته بشعوره بالانتماء إلى جسد أمّه دون قدرة على الفصل بين الاثنين. رويدًا رويدًا، يبدأ هذا الانفصال، وخلال العامين الأوّلين نراه ينظر إلى العالم كوحدة تابعة له. كلّ شيء وكل غرض يرغب في حيازته، كما لو كانت كلّ الأجزاء هي عالم واحد يتمحور حوله.

خلال هذين العامين نشعر ب"أنانيّة" الطفل وعدم رغبته بمشاركة أغراضه، بل ويبدأ بتخزين الأشياء والحرص عليها، كما رأينا أرنوب في قصتنا. هذه المرحلة هي مرحلة طبيعيّة يمرّ فيها الأطفال إلى أن يكتسبوا القدرة على المشاركة.

مع بداية عامه الثّالث، يزداد اندماج الطّفل في عالم اجتماعي أكثر، فيه العديد من الشركاء، كأصحابه وزملائه في الرّوضة، وهناك تبدأ التّفاعلات الاجتماعية في التّأثير على الطفل. تواجده بشكل متواصل بين الآخرين، وتزامن الأمر مع تطوره وزيادة وعيه، يجعلانه أكثر تقبّلا لمشاركة أغراضه. في هذه الفترة يعايش الطّفل رغباته في الحصول على ما في يد أصدقائه. في حال رفضهم للمشاركة، يشعر الطّفل بالرفض وما يولّده لديه من مشاعر مختلفة. هذه الأحداث المتراكمة تساعد الطفل على معايشة المواقف الاجتماعيّة التي توصله بالتدريج إلى فهم هذه القيمة وأهمّيتها.

تعاملنا مع هذه الظّاهرة من هذا المنطلق، من شأنه دعم الطّفل في هذا المسار التطوّري. في البداية، من الهامّ جدًّا تقبّل عدم مشاركة الطفل أغراضه مع غيره. هذا التقبّل والامتناع عن اتّهام الطّفل بالأنانيّة، يساعد الطّفل في تخطّي هذه المرحلة دون الحكم على نفسه بكونه مخلوقا أنانيّا. أضيفوا إلى ذلك، أهمّيّة الوساطة من طرفنا في المواقف الاجتماعية المختلفة، وتشجيعه على المشاركة، لدعم تطوّره في هذا الاتّجاه.

 

إعداد: الاختصاصيّة النفسيّة العلاجيّة رنا منصور عودة

 

فيلم كرتوني ظريف عن المشاركة لدى الأطفال، يوضّح صعوبة الأطفال مشاركة الآخرين أغراضهم الشخصيّة، ولكن في نفس الوقت يشير للفوائد الكثيرة التي يكتسبها الطفل عندما ينجح في ذلك.