דילוג לתוכן המרכזי בעמוד

كيفنسهّلتقبّلالطفلالمختلف

28/09/2017

رنا منصور عودة - 

وُلد الانسان ليكون كائنًا اجتماعيًّا، يعيش في المجموعة ويتواصل مع الأشخاص المختلفين في بيئته. خلال عملية التواصل بين الناس تبرز الاختلافات الشخصيّة، وتظهر مميّزات كل فرد وفرد في المجتمع. كذلك يحدث مع الأطفال أثناء تواصلهم مع أطفال آخرين ومع الكبار. وإذا نظرنا الى أنفسنا كأفراد قادرين على استيعاب اختلافنا عن الناس حولنا، علينا ان نسأل أنفسنا إذا كان الطفل قادرًا على ذلك أيضًا.

الطفل المختلف، من هو؟

الاختلاف بين الأطفال أمر بارز وطبيعي. ليس شرطا أن يكون الطفل المختلف طفلًا ذا احتياجات خاصّة. فقد يبدو الاختلاف في كون الطفل أقصر من رفاقه، أو أسمن، أو أكثر اسمرارًا أو هدوءً، وغيرها من المميّزات.

منذ اليوم الأول في الرّوضة نجد الأطفال يبحثون بعيونهم فيمن حولهم، عمّن يشبههم أو يختلف عنهم جزئيًّا أو كليًّا.

يمكننا النظر إلى الاختلاف من زاويتين: الأولى، نظرة المجموعة المتجانسة إلى الطفل المختلف؛ والثانية، نظرة الطفل المختلف للمجموعة المتجانسة.

قد ترفض مجموعة الأطفال المتجانسة الطفل المختلف عنها وتبتعد عنه، وقد تلقّبه بألقاب مهينة أو ترفضه بحدّة. في هذه الحالات، على المربّية أن تلعب دور الوسيط، وأن تطرح موضوع الاختلاف من خلال الفعاليات المختلفة داخل المجموعة، أو عن طريق الأحاديث المباشرة وغير المباشرة مع الطفل. يطرح أدب الاطفال اليوم العديد من الكتب التي تتناول هذا الموضوع، وتقدّمها كأداة بيد المربّيات والأهل تفتح نافذة للحديث عن هذه المواقف والإصغاء لتجربة الطفل الخاصّة. مع الوساطة، يستطيع الأطفال تفهّم الفوارق وتقبّلها، ومع هذا التقبّل يبدأ الطفل برؤية الاختلاف بينه وبين غيره كميزة وليس كأمر سلبيّ.

أمّا من وجهة نظر الطفل المختلف، فعلينا أن ندرك أنّه يواجه صعوبات مختلفة. فالتواجد بصحبة أغلبية مختلفة هو تجربة قد تكون لها أبعاد ونتائج مختلفة، فقد تكون إيجابية في حال تقبّل الآخرين له، أو سلبية في حال رفضهم له.

الاختلاف حقيقة، وعليه فإنّ كلّ فرد منّا قد يكون مختلفًا عن المجموعة في العديد من المواقف الحياتية. فكلّما كان تدخّلنا في هذه القضية في سنّ مبكرة أكثر، زادت قدرة الطفل على استيعاب الفروقات الشخصيّة في القدرات وتقبّلها أيضًا.

على البالغين تقديم يد العون لهؤلاء الأطفال نظرًا لعدم قدرتهم التعامل مع هذه المواقف وحدهم. مدّ يد العون قد يكون من خلال:

  • الإصغاء إلى الطفل يوميًّا ومعرفة ما عايشه خلال اليوم.

  • تقبّل مشاعر الطفل دون قلق. فنحن كأهل نرغب دائمًا في وضع حدٍّ لكل ما هو مؤلم لأطفالنا. لكن، إذا سارعنا بالتوجّه إلى المربية لحلّ الموضوع، نكون قد خسرنا إمكانية الإيمان بقدرة الطفل على مواجهة الصعوبات المختلفة في حياته.

  • البحث مع الطفل عن بدائل وحلول لمثل هذه المواقف.

  • الاستعانة بقصص حسّية، توسّع وتغني عالم الطفل الداخلي حول هذا الموضوع.

  • مراقبة تطوّرات الحالة التي يواجهها الطفل، وتشجيعه على الاستمرار في محاولة التغلّب على هذه الصعوبات.

  • التدخّل عند الحاجة، وطلب وساطة المربية لحلّ الأمور.


الاختلاف من منظاري صفة تزيد من "الألوان" في عالمنا.  فبدون هذه الاختلافات قد نتحوّل إلى عالم مملّ. علينا النظر إلى الاختلافات وفهمها، لنتمكّن لاحقًا من التعامل مع الاختلاف بطريقة ناجعة.

 

الكاتبة هي اختصاصية نفسيّة ومعالجة