
قبل النّوم، يسأل الأرنب أمّه: هل أنت متأكّدة من أنّ الذّئب لن يأتي؟ يفتح السّؤال حوارًا جميلًا بين الأمّ والطّفل، فيه الكثير من الإصغاء والتّفكير باحتمالات متعدّدة، إلى أن ينتهي على نحوٍ مفاجئ ومُطمئِن
قبل النّوم، يسأل الأرنب أمّه: هل أنت متأكّدة من أنّ الذّئب لن يأتي؟ يفتح السّؤال حوارًا جميلًا بين الأمّ والطّفل، فيه الكثير من الإصغاء والتّفكير باحتمالات متعدّدة، إلى أن ينتهي على نحوٍ مفاجئ ومُطمئِن
الأرنب والذّئب صديقان، رغم خوف الأرانب من الذّئاب. هل نعرف أصدقاء مختلفين مثلهما؟
نشاط مع الأهلالأرنوب قلقٌ، وقلقه يسري إلينا- نحن القرّاء- ونتابع القصّة لنتأكّد من أنّ الذّئب لن يأتي في النّصّ، بينما هو يأتي في الرّسومات، إلى أن تأتي النّهاية المفاجئة وتقلب ...
نشاط في الصّفّالأهل الأعزّاء،
"لماذا أنت متأكّدة؟" يُعيد الأرنب الصّغير سؤاله لأمّه في كلّ مرّة تحاول أن تُقنع طفلها بأنّ الذّئب لن يأتي، بينما يرى القارئ في رسومات الكتاب كيف ينجح الذّئب كلّ مرّة في الاقتراب من بيت الأرنب. يسري قلق الأرنب إلينا- نحن القرّاء- إلى أن تأتي النّهاية المُفاجئة الّتي تحرّرنا، ونكتشف أنّ الأرنب كان قلقًا من عدم تمكّن صديقه الذّئب من المشاركة في احتفالات عيد ميلاده!
ربّما كان طفلنا من بين الأطفال الكثيرين الّذين تنتابهم الهواجس والمخاوف قُبَيل النّوم، ويحتاجون إلى طمأنة في حوار شبيه بما دار بين الأرنبة وابنها. لكنّ هذه القصّة، بمفارقاتها الحادّة، تأخذنا خطوة أخرى إلى الأمام، وتقول لنا إنّنا أحيانًا نفترض مخاوف طفلنا، مثل الخوف من العتمة أو الحيوانات، أو قلقه من حدثٍ ما، في حين أنّ ما يُشغل باله في تلك اللّحظة أمرٌ مختلفٌ تمامًا. كيف نعرف؟ حين نُصغي إليه بتعاطفٍ، ونتحادث معه، ونتواصل مع الأحداث والأشخاص الّذين يثيرون انفعاله.
المربّية العزيزة،
الأرنوب قلق من أنّ صاحبه المختلف والمفاجئ- الذئب- لن يتمكّن من الوصول إلى البيت للاحتفال معه بعيد ميلاده، وهو قلقٌ يعيشه الكثير من الأطفال الّذين يرغبون في أن يشاركهم شخصٌ عزيز الاحتفال بعيد ميلادهم.
ماذا تقول لنا هذه القصّة؟ كثيرًا ما نفترض كمربّيات وأهل أنّ الطّفل قلقٌ ومضطربٌ بسبب أمرٍ ما، بينما هو في الحقيقة مشغولٌ بأمرٍ آخر تمامًا، وقد يكون معاكسًا كما في قصّتنا. لم تسأل الأمّ طفلها عن سبب خوفه، بل انشغلت بطمأنته، وافترضت أنّه خائف من الذّئب كما تخاف جميع الأرانب من الذّئاب. ربّما ما تحاول القصّة أن تقوله لنا هو أهميّة الإصغاء الحقيقي والعميق للأطفال، قبل أن نأخذ دورنا الحامي والمُطمئن.
في القصّة نوعٌ من "التّفريغ" العاطفي للأطفال، حين يمرّون- مثلنا نحن الكبار- بمواقف مُقلقة أو مُحبطة، ويحتاجون إلى التّنفيس عنها ليرتاحوا. في الحقيقة، هذا ما تفعله القصّة ليس للأطفال المستمعين فقط، وإنّما لنا نحن القرّاء.
نتحادث
نستكشف
نُثري لغتنا
نُبدع
قراءة ممتعة!
المربّية العزيزة،
الأرنوب قلق من أنّ صاحبه المختلف والمفاجئ- الذئب- لن يتمكّن من الوصول إلى البيت للاحتفال معه بعيد ميلاده، وهو قلقٌ يعيشه الكثير من الأطفال الّذين يرغبون في أن يشاركهم شخصٌ عزيز الاحتفال بعيد ميلادهم.
ماذا تقول لنا هذه القصّة؟ كثيرًا ما نفترض كمربّيات وأهل أنّ الطّفل قلقٌ ومضطربٌ بسبب أمرٍ ما، بينما هو في الحقيقة مشغولٌ بأمرٍ آخر تمامًا، وقد يكون معاكسًا كما في قصّتنا. لم تسأل الأمّ طفلها عن سبب خوفه، بل انشغلت بطمأنته، وافترضت أنّه خائف من الذّئب كما تخاف جميع الأرانب من الذّئاب. ربّما ما تحاول القصّة أن تقوله لنا هو أهميّة الإصغاء الحقيقي والعميق للأطفال، قبل أن نأخذ دورنا الحامي والمُطمئن.
في القصّة نوعٌ من "التّفريغ" العاطفي للأطفال، حين يمرّون- مثلنا نحن الكبار- بمواقف مُقلقة أو مُحبطة، ويحتاجون إلى التّنفيس عنها ليرتاحوا. في الحقيقة، هذا ما تفعله القصّة ليس للأطفال المستمعين فقط، وإنّما لنا نحن القرّاء.
نتحادث
نستكشف
نُثري لغتنا
نُبدع
قراءة ممتعة!