דילוג לתוכן המרכזי בעמוד

مشواروإصراروقدرةسحريّة

27/03/2019

 

في أعقاب قصّة "فيني وفلّيني - مشوار على المكنسة السحريّة"

 

مشوار الساحرة فيني وقطّها فلّيني على المكنسة السحريّة مليء بالمواقف المضحكة والممتعة. نراهما يحاولان ويتعثّران ثمّ يقفان بحثًا عن بدائل. إصرار فيني ليس بأمر بديهيّ، فهي تحاول رغم الصعوبات وتبحث عن البدائل دون استسلام.

هل الإصرار أمر طبيعي؟

نلحظ اختلافًا بين الأطفال، وحتى البالغين، في الإصرار على إعادة المحاولة مرة بعد مرة. منهم من يحاول دون كلل ومنهم من يستسلم بسرعة. في هذه السطور سألقي الضوء على هذه القدرة، مميّزاتها وطرق تطويرها.

أوّلا، من المهمّ توضيح الفرق بين الإصرار والعناد. يختلف الإصرار عن العناد بكونه إعادة للمحاولة بعد تقييم الأخطاء ومحاولة تصحيحها. في الإصرار، تتميّز المحاولات بالبحث عن البدائل للتغلّب على الفشل؛ أمّا العناد فهو لا يحلّل الموقف ولا يحاول البحث عن البدائل.

ثانيا، الإصرار هو قدرة ايجابيّة من الهامّ إكسابها للأطفال، فمن خلالها يستطيع الطفل تطوير قدراته الاجتماعيّة والوصول إلى أهدافه مع شعور بالرّاحة بعيدًا عن القلق أو الإحباط.

الفشل هو أمر طبيعي يصادف جميع الناس في العديد من المواقف. فليس هناك من لم يفشل يوما بأمر معيّن. لذا علينا تقبّل الفشل في حياتنا لأنه أمر طبيعي لا نستطيع الامتناع عنه.

ولكن ردّة فعل الطفل الأولى إزاء الفشل، تتضمّن مشاعر غير مريحة كالغضب، الحزن، الخوف أو الإحباط. وعلينا كبالغين، تزويد أطفالنا بوسائل تساعدهم علـى تخطّي هذه المشاعر وعدم الانغماس فيها لفترة طويلة.



كيف؟

تعلّم الإصرار وتقبّل الفشل أمران مكتسبان من البيئة، وللأشخاص القريبين من الطفل دور هام في تحقيقهما.

أوّلًا- من المهمّ تقبّل فشلنا الخاص كبالغين أمام الطفل، حتى نكون مثالا حيّا على التصرّف الحسن.

ثانيًا- التوضيح للطفل بأن الفشل أمر مؤقت، مما قد يساعد الطفل على تقبّله. فالفشل ليس محطة أخيرة، وبإمكاننا المحاولة والنجاح في المرة التالية. هذا الأمل يساعدنا في تخطي الشعور السلبي الطبيعي المرافق لكل فشل نمرّ به.

ثالثا- علّموا الطفل أخذ استراحات بعد الفشل. هذه الاستراحات تساعد الطفل في مجالين: الأول، هو المجال العاطفي، إذ يحتاج الطفل إلى بعض الوقت لتهدئة نفسه. والثاني هو المجال الذهني، لأنّ هذه الاستراحة هامّة لاستيعاب ما مرّ علينا، تحليله والنظر في البدائل.

رابعًا- البدائل! اسألوا الطفل دائما عن رأيه في الأسباب الممكنة لفشلة، وافتحوا قناة تواصل تشجّع البحث عن البدائل التي من شأنها زيادة فرص النجاح في المحاولة القادمة.

خامسًا- من المهمّ الإطراء على محاولات الطفل واعتبارها مصدر فخر بالنسبة لنا، اكثر من الإنجازات. إذا شعر طفلنا أن ما يملؤنا بهجةً هو محاولاته فهو سيمتلئ فرحا أيضا وسيتعلّم أن محاولاته هي الأهمّ.

 

بقلم الاختصاصيّة النفسيّة العلاجيّة، رنا منصور عودة