דילוג לתוכן המרכזי בעמוד

لماذانشجّعطفلناعلىالسّؤال؟

02/07/2020

رنا منصور عودة*

 

تعتبر البيئة المحيطة بالطّفل بيئة مليئة بالمثيرات التي تحفّز دماغ الطّفل الغضّ على التجربة، من أجل اكتساب المعلومات وتخزينها، وبالتّالي استعمالها في حياته اليوميّة. كيف يكتسب الطّفل هذا الكمّ الهائل من المعلومات؟

من أهمّ مصادر المعرفة هم الأهل، فنراهم بصورة تلقائية يزوّدون الطّفل بالمعلومات، مثل تسمية الأشياء بمسمّياتها، مثل الألوان، والحيوانات، والأشكال. وهناك المعلومات التي يكتسبها الطّفل عن طريق تجاربه الحسيّة، فهو يحسّ ملمس الرمل ويرى شكل السفينة.

وبغض النظر عن الطاقات التي قد نبذلها في تعليمه، يبقى عطش الطفل للمعرفة كبيرًا للتعرّف على المكان الكبير الذي يسمى عالمًا. فكيف يمكن التعرّف على هذا العالم؟

يلجأ الطّفل إلى وسيلة أخرى للتعلّم، وسيلة ركّز عليها كتاب "من في الداخل؟" الذي وزّعته مكتبة الفانوس على صفوف الرّوضة (2020)، وهي الطريقة التي سنضيئ على بعض جوانبها في هذا المقال وهي طريقة: التعلّم من خلال طرح الأسئلة.



إنّ تمكّن الطفل من القدرة على طرح الأسئلة هو مؤشّر هامّ على مدى استقلاليّته في التعلّم مستقبلًا. فعندما يطرح الطفل السؤال بنفسه تبدأ حينها عمليّة تعلّم فعّالة تخلق فرصة لتطوير قدراته على البحث عن المعلومات بشكل مستقل وملائم لحاجاته واهتماماته.

هذه القدرة تتّصل بشكل مباشر مع حبّ الاستطلاع عند الأطفال. بدون كلمات، نراهم يبحثون ويجربون ويستكشفون. بالتدريج تأخذ بيئة الطفل دورها في صياغة هذه المحاولات الأولى داخل صيغ ذهنية هي الأسئلة.

 

كيف نساهم في تطوير  القدرة على السّؤال؟

أوّلا: الوعي لضرورة تشجيع الطفل على طرح الأسئلة هو خطوة أولى وأساسيّة لخلق التّوازن بين تقديم المعلومات والتشجيع على طرح الأسئلة. معرفتنا لضرورة طرح الأسئلة يساعدنا على وضع المعلومات جانبًا لفترة قصيرة، لمساعدة الطفل في صياغة الأسئلة المناسبة.

ثانيًا: مراقبة الطفل خلال فعالياته لرؤية المواقف التي تثير فضوله، لنتمكّن من الاقتراب والمساعدة.

ثالثًا: تشجيع الأسئلة من خلال أسئلتنا المفتوحة التي تدعو الطفل إلى إعادة السؤال أو طرح سؤال جديد.

رابعًا: الاهتمام بنوعية المثيرات. من المفيد جدًا وضع مثيرات مفاجئة أو مثيرة جدًّا يمكنها أن تحثّ الطفل على الاستفسار عنها.

خامسًا: تطوير مستوى الأسئلة من الأسئلة البسيطة إلى الأسئلة الأكثر تعقيدًا وتركيبًا.

وأخيرًا تذكّروا أنّ القدرة على طرح الأسئلة كفيلة بمساعدة الطفل بالتحوّل إلى متعلّم مستقلّ يبحث عن الإجابات من خلال البحث.

 

* الكاتبة هي اختصاصيّة نفسيّة علاجيّة