דילוג לתוכן המרכזי בעמוד

خيالهممصنعللمعلومات

28/05/2020

في أعقاب كتاب "أين اختفت الشمس؟"

 

قد يكون الأطفال أكثر من يستخدم أدوات الاستفهام: كيف ولماذا وأين ومن وما وغيرها؟ قد ينزعج بعضنا لكثرتها، وقد يبتسم لها البعض الآخر. ولكن من المهمّ أن ندرك أن سيل الأسئلة الذي يصل آذاننا ليس إلّا غيض من فيض، وجزء يسير مما يدور في هذه العقول الصّغيرة.

من لحظة ولادته يبدأ الطّفل بتلقّي كمّ لا نهائي من المعلومات من البيئة الجديدة. ولكنّه ليس متلقّيًا للمعلومات فقط، بل صانعًا لها أيضًا. "مصنع المعلومات" هذا اسمه - الخيال. إذا أصغينا لما يدور في بال الطّفل، قد نفاجَأ بخيال خصب يأخذنا إلى عوالم تختلف عن عالم المنطق والأفكار الذي اعتدنا عليه.

كتاب "أين اختفت الشمس؟" الذي وزّعته مكتبة الفانوس على أطفال الرّوضات هذا العام (2020)، يعطينا لمحة قصيرة عمّا يدور في خيال الأطفال. سؤال بسيط مثل "أين تذهب الشمس؟" قد يأخذنا نحن الكبار إلى البحث عن الحقيقة العلميّة القاطعة، وإلى جواب واضح في آخره نقطة. أمّا الأطفال، فسؤال بسيط كهذا يحملهم إلى عالم لامتناهٍ من الأفكار والأسئلة "المتدحرجة"، فكرة تلوها فكرة، وبسمة تلوها ضحكة…

إذن كيف نتعاطى مع خيالهم؟

  • الخيال هو "ملعب" يتدرّب فيه الأطفال على قدراتهم الذّهنيّة والعاطفيّة.

  • شجّعوا الأطفال على التخيّل ورافقوهم في هذا المسار، ولا تحدّوا منه رغبةً في تصحيح المعلومات، للمعلومات وقتها وللخيال أهميته.

  • أعطوا الأطفال الشّعور بالثّقة من خلال ”انبهاركم“ بالأفكار التي يعرضونها وبطريقة تفكيرهم.

  • اضحكوا معهم مع كل فكرة لتزيد قدرتهم على إشراككم في عالمهم الدّاخلي.

  • كونوا جزءًا من خيالهم ليكونوا روّادًا للأفكار الخلّاقة، فليس المبتكرون سوى أشخاص صقلوا خيالهم ولم يقمعوه.


 

بقلم الاختصاصية النفسيّة، رنا منصور عودة