דילוג לתוכן המרכזי בעמוד

خوفأمحبّاستطلاع؟

14/12/2020

رنا منصور عودة*

في أعقاب قصّة "الذّئب لن يأتي" للبساتين

تأليف: مريم أويساد | رُسومات: رونان بَديل | ترجمة: كفاح عبد الحليم

 

المخاوف هي جزء لا يتجزّأ من حياة الأطفال والبالغين أيضًا.

عندما نشعر به نتراكض محاولين القضاء عليه لأنّنا نرغب في أن نعيش، نحن وأطفالنا، حياة آمنة.

تدعونا قصّة "الذّئب لن يأتي" إلى وقفة تفكير في كلّ ما يتعلّق بتعاملنا مع مخاوف أطفالنا، وربّما مخاوفنا نحن أيضًا. كلّ سؤال نابع من مخيّلة الأطفال حول مضامين قد نعتبرها مخيفة، كالحيوانات المفترسة أو الأصوات العالية، يدفعنا بشكل تلقائي لتهدئة الطّفل.

يذكّرنا أرنوب بكلّ طفل محبّ للمعرفة والاستطلاع، كثير الأسئلة ولا يكتفي بمنطق البالغين. فهو يطلق العنان لمخيّلته الفذّة التي لا تكتفي بالإجابات المفهومة ضمنًا، بل يستمر في طرح أفكاره دون كلل.

بطريقة رائعة ومضحكة، يضعنا كتاب "الذّئب لن يأتي" أمام حقيقة قد لا تتوارد إلى أذهاننا في مثل هذه المواقف؛ عالم الأطفال يختلف اختلافًا كاملًا عن عالم البالغين حتّى في مثيرات الخوف والفرح. في الصّفحات الأخيرة نتفاجأ باختلاف الرّغبات بين أرنوب ووالدته بما يتعلّق بمجيء الذئب: يتبيّن أنّ خلف سؤال الأرنب هناك رغبة في أن يأتي الذّئب، أمّا خلف إجابات والدته فهناك رغبة في طمأنته أنّه لن يأتي.

الطّفل في العديد من الأحيان يتساءل عن الكثير من الأمور رغبةً منه في إشباع حبّ استطلاعه، أو ليحصل على معلومات أو لغاية أخرى. نمطيّة تفكيرنا حول الأمور قد تحول في عدّة مرّات دون أهمّية استكشاف دوافع الطّفل ورغباته المخبّأة خلف هذه الأسئلة.

ابتسمت مع قراءتي الصّفحة الأخيرة وأنا أدرك مجدّدًا كم من الضّروري عدم التّعامل مع أطفالنا وطرق تفكيرهم كأمر مفهوم ضمنًا.



كيف باستطاعتنا تفادي التّعامل مع تفكير طفلنا كأمر بديهيّ؟

أوّلا: نصغي لطفلنا، وليس فقط لكلامه بل أيضا للغة الجسد التي هي جزء أساسي في التّعبير.

ثانيًا: نتحلّى بالصّبر إزاء فيض الأسئلة، ونتذكّر أنّ مخيّلة الطّفل لا تعمل بنفس طريقة تفكيرنا. فالطّفل بحاجة إلى تجريب الإجابات حسب منطقه الآخذ بالتطوّر.

ثالثًا: لا نتردّد في طرح الأسئلة على طفلنا قبل أن نسارع للرّدّ على أسئلته. نستفسر منه قصده والدّوافع والمشاعر التي تقف خلف كلّ سؤال يسأله. من شأن هذا أن يغيّر اتّجاه الحوار معه.

رابعًا: نتذكّر أنّ الخوف شعور طبيعي، يُستحسن التّعامل معه وليس التّغاضي عنه وإسكاته، وتزويد الطّفل بآليّات التّعامل معه.

وأخيرًا: نقول لأنفسنا أنّ أطفالنا غدًا يكبرون ويدخلون فترة المراهقة والبلوغ، ونستمتع في مواكبة طفولتهم وتفهّمهم.

 

*الكاتبة هي اختصاصيّة نفسيّة علاجيّة