דילוג לתוכן המרכזי בעמוד

كيلانقعفيالفجوةبينالنواياوالنتائج

07/01/2020

 

في أعقاب قصّة "مفاجأة"

مهما رغبنا في قضاء وقت مع أطفالنا، فهذا لا يعوّض عن أهمّية وجود أصدقاء في حياتهم. من خلال اللعب مع الأصدقاء يحصل الطّفل على أمور مختلفة مثل:
1. المتعة
2. التجارب الاجتماعيّة التي يمكنه التعلّم منها
3. مواجهة المواقف المحبِطة
4. تعلّم قيم اجتماعيّة كالمشاركة والتآخي والعديد غيرها.

ولكن القدرة على استقطاب الأصدقاء وبناء علاقات معهم تتطلّب مهارة. قصّة "مفاجأة" التي توزّعها مكتبة الفانوس على أطفال البساتين خلال كانون الثاني 2020، تعرض بصورة هزليّة الفجوة بين النوايا والنتائج. من جهة نرى الحيوانات تخطّط بحماسة للقاء الأصدقاء الجدد، بينما يقابل هؤلاء المفاجأةَ، برعب شديد.

هذا التحوّل يلقي الضوء على أحد معيقات التواصل بين الأفراد، وهو انعدام اللغة المشتركة، أو بصورة أدقّ الفجوة بين العالم الشخصي وعالم الآخر. لذلك من الهام جدًّا، حتى لنا كبالغين، الانطلاق من ضرورة استكشاف وفهم رغبات الآخر، عندما ننوي التواصل معه. فنحن لا نعلم ماذا يحبّ، أو ما الذي يزعجه، أو يفرحه، أو يخيفه.

القدرة على التواصل مع الغير بنجاح تتطلّب من الفرد القدرة على احتواء رغباته الخاصة ورغبات الآخر دون إحداث تناقض بينهما. وبكلام آخر فهم ما نريد وفحص مدرى ملاءمته للآخر.

من الطبيعي جدًّا ألّا نجد هذه القدرة عند الأطفال في سنّ مبكرة. ففي البداية يكون الطفل متمركزا حول ذاته كمرحلة تطوّريّة طبيعيّة. أمّا القدرة على الانتقال من مرحلة "أنا" إلى مرحلة "معًا"، فهي تتعلّق ببيئة الطفل والعلاقات معها، والتي تشكّل قناة التعلّم الأساسية بالنسبة له في هذه المرحلة. فنحن، البالغين المحيطين بالطفل، نشكّل في المراحل الأولى "عينين" تريان الطفل وتتكلّمان معه، ومرآة تعكس أمامه كل ما يجب عليه استيعابه بخصوص نفسه وبخصوص الآخرين المحيطين به.

لهذا، ولمساعدة الطفل على تطوير قدرته على التفكير بالآخر واحتياجاته، من الهامّ جدًّا أن يسمع هذه اللغة أيضا في أحاديثنا معه. على سبيل المثال، يستطيع ذوو الطفل لفت نظره إلى ما يشعر به في لحظة معيّنة، وتسليط الضوء على مشاعره ومشاعرنا في الحدث المذكور. الأمثلة المتتالية التي تضيء على الاحتياجات، الاختلاف بينها وطريقة التعامل مع الاختلاف، من شأنها أن تساعد الطفل في تنمية قدراته على التواصل مع الآخر، والاصغاء إلى احتياجاته والتوفيق بينهما.

بقلم الاختصاصيّة النفسيّة العلاجيّة، رنا منصور عودة