דילוג לתוכן המרכזי בעמוד

أجملالهدايا

14/12/2020

رنا منصور عودة*

في أعقاب كتاب "هدايا صغيرة" للرّوضات

تأليف: شهربان معدّي | رسومات: فاتن جريس جرّوس

 

يتحوّل عالمنا بسرعة البرق إلى عالم استهلاكيّ. مواقع التّواصل الاجتماعيّ تضجّ يوميًّا بوابل من الممتلكات التي يُفاخر الأشخاص باقتنائها.

أين الحدّ؟ وهل ما زال باستطاعتنا تحويل مقود "قاربنا" إلى أساسيّات الحياة والسعادة؟

كتاب "هدايا صغيرة" يلقي الضّوء على موضوع الهدايا التي نحصل عليها، ولكنّه يأخذنا إلى مستوى أعمق يستحقّ التّفكير. تحصل الطّفلة رفيف على هدايا مجّانيّة من الطّبيعة، مما يجعل الحياة أجمل. هدايا "بديهيّة" قد ننسى قيمتها في خضمّ حياتنا العصريّة. تخرج رفيف في رحلة لاكتشاف العطايا الهامّة والخفيّة، وتدعونا معها للنّظر حولنا بعمق وبإيجابيّة لنتعلّم تقدير الأشخاص والأشياء في حياتنا.

ما زالت عيون الأطفال متلهّفة لاستكشاف ما حولهم. ما زالوا ينظرون إلى العصافير المحلّقة في السّماء، والحشرات المختبئة في التّربة. هذا الاستكشاف يستحقّ منّا وقفة لننضمّ نحن إلى حبّ استطلاعهم لافتين نظرهم إلى أهمّية هذه الأمور.



كيف نساعد أنفسنا وأطفالنا على تقدير هدايا الحياة؟

نأخذ وقفات من ضجة الحياة والالتزامات الضاغطة، ونقضي وقتًا مشتركًا وممتعًا مع أطفالنا.

نكثر من أوقات التأمّل المشتركة فيما حولنا، قد يكون هذا في الطريق للمدرسة أو الدكان.

نسأل ونتحدّث عمّا يدور في رأسنا من أفكار أو مشاعر في أثناء هذه الوقفات التأمّليّة.

نصغي لإجابات أطفالنا ونعطي شرعيّة لاهتماماتهم، ونساعدهم على التّفكير في دوافعهم ومشاعرهم.

 

عندما نعطي هديّة لشخص ما، نتحدّث مع أطفالنا عن رمزيّة الهديّة ومعناها، ليذوّتوا هذا التوجّه منذ الصّغر. يمكننا مثلًا أن نحضّر معهم بطاقات وكلمات نابعة من القلب، تقديرًا لمن نحبّ.

الحياة تدفعنا أحيانًا كثيرة إلى داخل أنماط سلوكيّة، متأثّرين بما يفعله الآخرون حولنا. هذه القصّة تمنحنا الفرصة لإعادة التّفكير في هذه الأنماط، وتوجيه أنفسنا إلى الاهتمام بالعطايا المهمّة فعلًا التي تمنحها لنا الحياة.

 

*الكاتبة هي اختصاصيّة نفسيّة علاجيّة