דילוג לתוכן המרכזי בעמוד

لغزالذاكرةوعلاقتهابالحواس

23/02/2020

في أعقاب كتاب "رائحة أمّي"

 

عند سؤال الكثير من الأشخاص البالغين عمّا يتذكّرونه من طفولتهم، نجد الكثيرين يستذكرون روائح أمّهاتهم، أو روائح مرتبطة بهنّ مثل المأكولات المختلفة اللواتي كنّ يحضّرنها لهم.

الذاكرة هي من أكبر الألغاز التي شغلت بال الباحثين، وحاولوا كثيرًا استكشافها وفهم منظومتها. ومما لا شك فيه أنّ ذاكرتنا تعيد إلى أذهاننا مشاهد أو مشاعر مرتبطة بالحواس المختلفة كالرّائحة والملمس والصورة.

"رائحة أمّي" الذي توزّعه هذا العام مكتبة الفانوس على أطفال البستان، هو كتاب يلقي الضّوء على الرّوائح الطيبة المرتبطة بمن نحبّ.

لم الرّوائح بشكل خاص؟

أشارت بعض تجارب الأبحاث المتعلّقة بالذكريات المرتبطة بالحواس المختلفة، إلى أنّ العديد من هذه الذكريات متعلّقة بالرّوائح بالذّات. ورجّحت الأبحاث إلى أنّ السّبب يعود إلى اكتمال حاسّة الشم أوّلًا لدى الأطفال.

في قصّتنا "رائحة أمّي"، يحاول ماجد إهداء والدته عطرًا يحمل رائحتها، وشيئًا فشيئًا تفوح في ذاكرته روائح عديدة، فيحاول حصرها داخل قارورة عطر واحدة. من خلال استذكار الرّوائح نستخلص طبيعة علاقة ماجد المميزة بوالدته. فالأمور التي ترتسم، أو تعلق، في الذّاكرة هي تلك التي تثير فينا مشاعر مختلفة. وكلما زادت قوّة هذه المشاعر كلّما تذكّرنا هذه الأمور بوضوح أكبر.

كثيرة هي خبايا الدماغ، والأكثر تعقيدًا هي منظومة ذاكرتنا، ولكن لا شكّ أنّ المشاعر تساعد في ترسيخ الذّكريات في أذهاننا.

هل نستطيع مساعدة أطفالنا على التذكّر؟

إنّ خلط المشاعر بالحدث من شأنه أن يفعّل الذكريات أكثر، وهذا ما أثبتته أبحاث عديدة عندما أوصت بربط عمليّة التعلّم عند الأطفال بسيرورة مفعمة بالتجارب الحسيّة غير الجافة، وربطها بالحديث عن مشاعره، وتشجيعه على التعبير عنها وإكسابه مهارات في هذا الشأن.

 

بقلم الاختصاصية النفسيّة العلاجية، رنا منصور عودة