דילוג לתוכן המרכזי בעמוד

بناءعلاقاتالطفلالاجتماعيّةبينالتجربةوالمساندة

21/06/2020

رنا منصور عودة*

في أعقاب قصّة "مشوار ريمة"

 

تتجوّل ريمة في الحديقة، وتلتقي بحيوانات عديدة منها المتعبة والسعيدة، وجميعها تطلب منها الانضمام إليها في مشوارها. رغم صغر سنّها تتمكّن ريمة من تقبّل جميع الحيوانات ومساعدتهم، بل واستضافتهم في منزلها في نهاية المطاف.


في أيّامنا نرى انخفاضًا ملحوظا في علاقاتنا الاجتماعية، وانتقالًا من نمط حياة ضمن أجواء العائلة الموسّعة والأصدقاء، إلى نمط حياة أكثر انفراديةً، مبنيًّا على العلاقات القليلة والشاشات.


ولكن تبقى العلاقات الاجتماعيّة جزءًا لا يتجزّأ من التطوّر الاجتماعي. فمن خلالها نتمرّن على المواقف المختلفة التي تحمل معها العديد من التحدّيات والمشاعر.


كما رأينا في قصّتنا التي وزّعناها على أطفال البساتين (2020)، كان على ريمة أن تختار إمّا اصطحاب الحيوانات وحملها أو الاستمرار في جولتها بمفردها. نرى أن ريمة اختارت فتح مجال للعلاقات الجديدة ومساعدة الغير بصورة لطيفة. وكانت "مكافأتها" ثناء والدتها على صنيعها.


من وظيفتنا كبالغين تطوير قدرات أطفالنا الاجتماعيّة، وهذا أمر لا يتمّ إلّا من خلال التجربة. ورغم تسارع وتيرة حياتنا، علينا إفساح المجال لتمرين الأطفال على العلاقات مع الآخر، فندعوهم للتّفاعل معهم، والحديث والتجربة.


أحيانا يقع على عاتقنا توفير بيئة تعطي هذه المساحة. في القصة رأينا تطوّر العلاقات مع الحيوان وهو أمر لا يقل أهمّية عن التعامل مع الأصدقاء.


في هذه العلاقات يقترب الطّفل من الآخر، يتعرّف على احتياجاته التي قد تتلاءم مع احتياجات الطّفل الشخصيّة أو تتعارض معها.


هذه هي المحطّات والتحدّيات التي تحثّ الطّفل على التّفكير في ذاته وفي الآخر لتتطور شيئا فشيئا قدراته الاجتماعية.



كيف نساعد الطفل في تطوير هذه القدرات؟




  • من المفضل إفساح المجال ليعيش الطفل مواقف اجتماعية مختلفة ويمارس التّعامل مع الآخر.

  • نراقب الطّفل ونكون وسطاء داعمين لا متدخّلين. نكون عنوانا له عند الحاجة لنفسّر المواقف الاجتماعيّة وما تثيره من مشاعر.

  • في حال عدم وجود هذه الاحتمالات للقاءات مع الآخرين، علينا الاصغاء لأحاديث الطّفل عن تجاربه الاجتماعية في صف البستان أو مع حيواناته أو ألعابه، فهذه أيضًا لا تقل أهمّية عن العلاقات مع أطفال آخرين.

  • في هذه المرحلة العمريّة يتطوّر الطّفل من مرحلة التّمركز حول الذّات باتّجاه العلاقات مع الآخرين والوعي لاحتياجاتهم الشّخصيّة والمختلفة.

  • انكشافه على العلاقات مع أطفال آخرين خارج نطاق عائلته يضيف الكثير لتجربته، وتُغنيها مرافقة البالغين له كوسطاء داعمين.


*الكاتبة هي اختصاصيّة نفسيّة علاجيّة