דילוג לתוכן המרכזי בעמוד

الهدية:أيشكلمنالعطاءنريدها؟

16/02/2020

في أعقاب كتاب "هديّة لماما"

 

يتخلل روتين حياتنا العديد من المناسبات التي تُدخل البهجة لقلوبنا، مثل أعياد ميلاد من نحبّ، المناسبات العائليّة، مواسم الأعراس والأعياد الدينية وغيرها... في هذه المناسبات نتواصل اجتماعيًّا، نفرح ونتشارك، وكثيرًا ما نتهادى. كتاب "هدية لماما" الذي وزّعته مكتبة الفانوس على أطفال الروضات مؤخّرًا، يدعونا للتوقّف عند موضوع الهدية، ونتساءل: أيّ شكل من العطاء هي؟ هل قيمتها المادية أم المعنويّة هي الأمر الأهمّ؟ وكيف نربّي أطفالنا على العطاء المتواضع ماديًّا والغنيّ معنويًّا؟

في القصّة نرى الثعلبة الصغيرة لولو مشغولة بالبحث عن هدية لأمّها، فتجد زهرةً في البستان، وتقرّر إهداءها لوالدتها. عندها يقرّر مرجان أنّه هو أيضًا يريد إهداء ماما هديّة، ويبدأ بحث.

هناك بعض الإشارات الجديرة بالذكر:

أوّلًا: الطّفل في مراحل تطوّره الأولى يختار الهدايا للآخرين وفق مبدأ التّمركز حول الذّات. وعليه، نجده دائما يختار الهدية التي تعجبه هو، دون قدرة على التفكير فيما قد يحبّه الطرف الذي يستلم الهديّة.

ثانيا: في مرحلة لاحقة من تطوّر الطّفل، يحتاج منّا إلى توجيه بكلّ ما يتعلّق بالقيم الاجتماعيّة الكامنة في تقديم الهدايا، ابتداءً من العادات المتعارف عليها، ووصولًا إلى توعيته على أهمّيّة في إسعاد الآخرين.

ثالثًا: تعميق مستوى العطاء مرتبط بإكساب الطّفل القدرة على التعبير عن مشاعره، فإذا تلقّينا هديّة معنويّة، مثل زهرة أو قُبلة أو رسمة رسمها طفلنا، سينتبه لردّ فعلنا العاطفيّ، هل سنفرح ونبتسم أم سنردّ بلامبالاة. فالطّفل يتعلّم من بيئته القريبة، وردود فعله مستقبلًا تتأثّر بما اكتسبه صغيرًا.

لنحذو حذو لولو ومرجان – لتكن هدايانا لمن نحبّ رمزًا يعبّر عن مشاعرنا تجاههم.

 

بقلم الاختصاصيّة النفسيّة العلاجية، رنا منصور عودة