דילוג לתוכן המרכזי בעמוד

ثلاثخطواتلتذويتالمشاركةلدىالطّفل

03/12/2020

رنا منصور عودة*

في أعقاب قصّة "القنفذ الصغير" للرّوضات

تأليف: زِمانيل | رسومات: فنيسه غوتييه | ترجمة: إياد برغوثي

 

يحاول القنفذ في قصّتنا "القنفد الصغير" الاحتفاظ بالتّفاحة لنفسه، كما يحاول كل طفل الاحتفاظ بأشيائه دون مشاركتها. ثم يحنّ قلبه أمام طلب الحيوانات بأن تشاركه في أكل التّفاحة، حتى يتبقّى له قطعة صغيرة منها فقط.

المشاركة هي من المواضيع المتكرّرة في أدب الأطفال. تكراره هو دلالة على أهمّية هذا الموضوع ضمن مظلّة القيم الاجتماعيّة، بالإضافة إلى الحاجة لوساطة البالغ لمساعدة الطّفل في المشاركة.

المشاركة ليست من الأمور السّهلة، خاصّة عندما نريد أن نعلّمها للأطفال.



من الطّبيعيّ أن يحاول الطّفل الاحتفاظ بأموره لنفسه. هذه لا تعتبر أنانيّة بل هي مرحلة تطوّرية طبيعيّة ناتجة من تمركز الطفل حول ذاته. في هذه المرحلة من تطوّره لا يستطيع الطّفل بعد أن يفكّر بالآخرين وبمشاعرهم واحتياجاتهم. لذا فهو متمركز حول رغباته ومشاعره الشخصيّة.

رغم أنّ هذه المرحلة طبيعيّة، إلّا أن المشاركة هي من القيم الاجتماعيّة التي لا بدّ للطّفل من تعلّمها لما فيها من فوائد اجتماعيّة شخصيّة وجماعيّة. فالطّفل هو كائن اجتماعي، يتواصل كلّ الوقت مع أقرانه ويتفاعل معهم. من خلال هذا التّفاعل تتطوّر لديه قيمة المشاركة عندما يكتشف أنّها تساعده في التّفاعل مع غيره وتعلّمه مفاهيم مستقبليّة أوسع كالتكافل الاجتماعيّ.

ولكن الطّفل في سنواته الأولى يتصرّف وفق رغباته الخاصّة ووفق مبدأ المتعة. إذن كيف نعلّمه قيمة المشاركة؟

يتعلّم الطّفل بطرق مباشرة وأخرى غير مباشرة.

الخطوة الأولى: لكي يستطيع الطّفل المشاركة، عليه أن يعيش هذه القيم في بيئته الأولى. إذا خلقنا في البيت جوًّا من المشاركة والتّعاون، تصبح هذه القيمة أسهل للتذويت لدى الطّفل.

الخطوة الثانية هي تشجيع الطّفل على المشاركة في المواقف التي تتطلّب ذلك. ففي العديد من الحالات يحتاج الطّفل إلى نظرة البالغ الداعمة والمشجّعة للقيام بالخطوات الأولى.

أمّا الخطوة الثالثة فتتعلق بتقدير المشاركة فور القيام بها لسببين؛ الأوّل تشجيع التصرّف الحسن. ثانيًا دعم الطّفل عاطفيًّا لأنّ الجانب الثّاني من المشاركة هو عمليًّا التّنازل عن أمر كنّا نرغب في الاحتفاظ به لأنفسنا.

الخطوة الرابعة تتعلّق بالحديث عن المشاركة، ليستطيع الطّفل فهم التجربة المركّبة التي قرّر في نهايتها مشاركة ما يملك. بإمكاننا المبادرة لحديث كهذا من خلال القصص التي تتناول هذا الموضوع كقصتنا "القنفذ الصغير".

 

 

*الكاتبة هي اختصاصيّة نفسيّة علاجية