דילוג לתוכן המרכזי בעמוד

كيفنساعدطفلنافيتكوينصورةإيجابيةعنذاته؟

21/05/2021

رنا منصور عودة

في أعقاب كتاب "مشكلة الزّرافة"


تأليف: جوري جون | رُسومات: لين سميث |ترجمة: د. جودت عيد

 

كلّنا مختلفون عن بعضنا البعض وفي نفس الوقت تجمعنا صفات كثيرة أخرى. من جهة، نحن نرغب بالتشابه لأننا نرغب بأن نشعر بأنّنا جزءٌ من مجموعة، ومن جهة أخرى، نرغب بالاختلاف لأنّنا نتميّز باختلافنا.

لكنّ الأطفال لا يستطيعون استيعاب هذه المعادلة المركّبة في الجيل المبكر. يلفت نظرهم المختلف ولكن دون أن يفكّروا فيما يميّزه إيجابيًّا، ويرتاحون لفكرة أن يكونوا "كالآخرين"، ولا يمكنهم النّظر إلى نصفيّ الكأس؛ الفارغ والممتلئ.

تختلف الزرافة "فافا" في قصّتنا عن بقيّة الحيوانات برقبتها الطويلة، وتنظر إلى بقية الحيوانات من حولها وتراها محظوظة برقبتها غير الطويلة. تصف فافا صعوباتها الكثيرة مع رقبتها، ونفهم أنّها تركّز على نصف الكأس الفارغ. رويدًا رويدًا، نجد أنّ الزرافة بدأت تدرك إيجابيات وضعها.



تؤثّر السنوات الأولى من حياة الطفل على شخصيّته وعلى نظرته إلى نفسه. كيف نساند أطفالنا في هذه الفترة؟ وكيف نساعدهم على تطوير صورةٍ إيجابيّةٍ عن أنفسهم، ومشاعرهم، وسلوكهم، وشكلهم؟

يتحدّث الطّفل في الكثير من الأحيان عن صفاته الشخصيّة، وكذلك عن اختلافه عن غيره في بعض الأمور. كيف نتعامل مع أقوالٍ وتساؤلاتٍ من هذا القبيل؟

نميل بشكل طبيعي إلى تجنيب أطفالنا أيّ شعور سلبي. فإذا شعروا أنهم لا يعلمون نحاول إشعارهم بالعكس، وإذا شعروا بأنهم غير جميلين، نقول لهم إنّهم أجمل من في العالم…

لا ضير في تشجيع الطّفل، ولكنّ الأهمّ هو تزويده بطرق تفكيرٍ تساعده على مواجهة هذه المواقف التي ستجابهه في حياته.

كلّ موقفٍ يشعر فيه الطّفل بالاختلاف هو فرصة جيّدة للحديث معه ولتطوير تفكيره.

كيف نقوم بهذا؟

نعطي شرعية لشعور الطفل ولا نلغيه. فقد يكون شعوره بالاختلاف مقلقًا، مزعجًا أو غير مفهوم.

نؤكّد على أن الاختلاف أمر ضروريّ. يمكننا الاستعانة بالعديد من القصص التي تطرح هذه الفكرة بصورة قريبة من عالم الطفل.

نتحدّث مع الطّفل حول الإيجابيّات والصعوبات التي يمكن أن تكون في أي اختلاف.

ندعو الطّفل للتّفكير فيما يحمله الوضع من أمورٍ إيجابيّة أيضًا، كما حصل مع الزّرافة في القصّة، فرقبتها تساعدها على الوصول إلى أماكنٍ لا يصلها الآخرون.

نؤكّد على مشاعرنا الدّاعمة لاختلافه. مثلاً، أن نقول له إنّه أجمل طفل في نظرنا.

 

*الكاتبة هي اختصاصيّة نفسيّة علاجيّة