דילוג לתוכן המרכזי בעמוד

كتاب"المظلّةالكبيرة"يعزّزالشّعوربالمقدرةعنالطّفل

21/02/2021

رنا منصور عودة*

تأليف ورسومات: إيمي جون بيتس | النّصّ العربيّ: تمارا ناصر

النّاشر: أغام

 

في حبكة قصصيّة جميلة نرى مظلّة واحدة كبيرة تقي تحتها من المطر، العديد العديد من الأشخاص.

نبدأ أوّلًا بأنّ الأطفال بشكل عام يفرحون عند حمل المظلّة، فهي من جهة رمز لقدرتهم المستقلّة على تجربة السّير وحماية أنفسهم من المطر، ومن جهة أخرى نراهم فرحين عند التقائهم بطفل آخر تحت مظلّتهم.

في قصّة مكتبة الفانوس "المظلّة الكبيرة" لأطفال البساتين (2021)، تلعب رمزيّة المظلّة دورًا كبيرًا جدًّا حتّى تتحوّل من خلال المستوى الأعمق إلى رمز للاحتواء والانسانيّة. عمليًّا، تنقل لنا القصّة الرّسالة بأنّ من شأن أمور مفرِحة بسيطة أن تتحوّل إلى فرصة لتعلّم قيم إنسانية هامّة.

المظلّة الّتي كانت تقف بجانب مدخل البيت، تتحوّل رويدًا رويدًا إلى مظلّة تحمي تحتها العديد من الأشخاص. رغم حجمها الصّغير استطاعت احتواء المزيد والمزيد. والرّسالة إلى الطّفل هي أنّه رغم قدراته التي قد تبدو للوهلة الأولى صغيرة، بحجم تلك المظلّة عند الباب، إلّا أنّه هو أيضًا يستطيع احتواء الآخرين والقيام بعمل إنساني كبير بمعانيه.



كيف يتعلّم الطّفل أن يتعامل بإنسانية؟

من الممكن تعليم الطّفل القيم الهامّة بطرق ممتعة وغير مباشرة، مثل تجربة مساعدة الآخرين، أخ، أخت أو صديق، وإدخالهم فعلًا تحت مظلّته الصغيرة.

من شأن هذه التجربة أن تعزّز لدى الطّفل إيمانه بقدرته على تقديم المساعدة للآخرين، رغم صغر سنّه وحتّى لو كانت المساعدة في أمور صغيرة في متناول يده.

من الهامّ جدًّا تعزيز وتدعيم الطّفل، وتشجيعه على القيام بهذه التّجارب البسيطة. وساطتنا وتفسيرنا للمعنى الهامّ وراء هذه التّصرّفات الصّغيرة يمكن أن يبثّا في الطّفل شعورًا إيجابيًّا ورغبة في تكرار مثل هذه التّجارب.

لا ننسى أنّ مثل هذه القيم لا تأتي بمبادرة مستقلّة من الطّفل، ولكنّه يتعلّمها من خلال مشاهدته لنا وللبالغين من حوله. فالبالغ بدون أدنى شكّ هو المعلّم الأوّل للطّفل. وهذا التعلّم قد يكون غير مباشر من خلال مشاهدة ما يدور حوله وتقليده لاحقًا.

قصص مثل قصّة "المظلّة الكبيرة" تتيح لنا فرصة ذهبيّة لتسليط الضّوء على مثل هذه التصرّفات الحميدة، فهمها والحديث عنها.

*الكاتبة هي اختصاصيّة نفسيّة علاجيّة