דילוג לתוכן המרכזי בעמוד

كتاب"جامعالحشرات":الكونللجميع

21/03/2021

نورة صالح

"جامع الحشرات"

تأليف ورُسومات: أليكس غرِفِثْس | ترجمة: منى أبو بكر

 

سادت الفكرة بأنّ الإنسان هو مركز الكون منذ بداية الخلق، وأنّ كلّ الكائنات المحيطة به، إن كانت حيوانات، حشرات، أو الطّبيعة بكافّة مكنوناتها، قائمة لخدمته ولتسهيل حياته. كوّن الإنسان من هذا المعتقد موقفه تجاه المخلوقات، فقتل وتخلّص من كلّ الحيوانات التي شكّلت خطرًا على حياته، أو تلك التي لا تعود عليه بالفائدة. مع بدء نشاط جمعيّات حقوق الحيوان، فَطن الإنسان إلى كونه جزءًا من تركيبة العالم وليس محورها، وبأنّ عليه أن يعيش بتكافؤ مع كافّة المخلوقات.

يتناول كتاب "جامع الحشرات" هذه القضيّة. يكتشف نبيل، الشّخصيّة المركزيّة في القصّة، شغفه بالحشرات والتعرّف عليها وجمعها. ودفعه حبّه للحشرات بأن يتصيّدها من الحدائق ويجمعها في أُصصٍ خاصّة في بيته الخشبيّ. اعتقد نبيل أنّه هو المهمّ والأساس، وبأنّ بإمكانه الاحتفاظ لنفسه بكلِّ الأشياءِ الجميلةِ ليتمتّع بها، وأن يكرّسها لاحتياجاته ورغباته. بعدما استمع نبيل لهدوء الكون ورتابته من دون الحشرات التي كانت تملأ المكان بأصواتها، اكتشف بأنّ لكلّ كائن وظيفته الّتي تمكّن الحياة من الاستمرار والتجدُّد.

يمثّل نبيل وجدّه الدور الإيجابيّ للإنسان في الطّبيعة، وذلك من خلال الاعتناء بالحديقة والحشرات التي تعيش فيها، وتحويلها إلى متحفٍ حرٍّ وطبيعيٍّ لكل من يودّ التعرّف على أنواع الحشرات في بيئتها الطبيعيّة، دون أقفاصٍ أو أصصٍ. جاءت هذه الخطوة للدّلالة على أنّه بإمكاننا كبشر أن نحبّ الأشياء التي من حولنا دون أن نجعلها ملكًا خاصًّا بنا، وأن نحوّل دفّة الحبّ إلى اتّجاهٍ آخر: وهو تحسين بيئة وظروف الكائنات التي نحبّها، وأن نسمح لها بالعيش في المكان المخصّص لها. لو فعلنا عكس ذلك سنتسبب بعواقبٍ سلبيّةٍ، مثلما كاد أن يحصل في القصّة لو تمّ احتجاز الحشرات لوقتٍ أطول، حيث كانت سلسلة الغذاء ستتأذى أو تتعطّل، الأمر الذي سيأتي بعواقب وخيمة على الطبيعة وعلى كافّة الكائنات الحيّة.

يمكّن الكتاب الأهل والمربيّن من فتح حوارٍ مطوّلٍ مع الطّفل حول موضوع وجود الإنسان وتصرّفه بشكلٍ إيجابيٍّ، وذلك عن طريق خطواتٍ بسيطةٍ وسهلةٍ يقوم بها الطّفل بشكلٍ يوميّ للتسهيل على الكائنات الأخرى وعلى نفسه بالتّالي العيش في بيئة مشتركة.