דילוג לתוכן המרכזי בעמוד

طعاموأكثر!

12/05/2019

 

في أعقاب كتاب "فطائر ماما فانيا"

 

بعد القراءة الأولى ل"فطائر ماما فانيا" قد تتوارد لأذهاننا تساؤلات حول أوجه الشبه بين حضارتين مختلفتين، وما قد يفهمه أطفالنا من هذه القصة. نحن كبالغين قد يخالجنا شعور بالحنين لما يسمّى "لمّات زمان" التي تتلاشى مع الوقت، وقد نرغب في إعادة بعض العادات الاجتماعية الجميلة، ونقلها الى أطفالنا. تتيح لنا نصوص مثل قصّة "فطائر ماما فانيا" مشاركة أطفالنا بجمال تلك الفترة وما تركته فينا.

كيف نساعد أطفالنا على اكتساب عادات وقيم اجتماعية إيجابيّة؟

في العصر الحديث تمضي الأمور حولنا في تسارع كبير، بما فيها الأمور المتعلّقة بوالديتنا وأولادنا. وقد نجد أنفسنا نتمنّى الكثير ولكن نعاني من وقت قليل لتحقيق ما نريد لأولادنا، هذا ناهيك عن التأثيرات الخارجيّة للبيئة والمجموعات المختلفة التي تتركنا مع علامات سؤال كثيرة وتخبّطات أكبر. إذن، من أين نبدأ؟

من الهامّ جدًّا، كخطوة أولى، أن نحدّد موقفنا من التغيير الاجتماعي المتسارع، والتوقف عنده للتفكير في إعادة جدولة أولوياتنا مع أطفالنا.

ثانيًا، يتّضح مع الوقت تحوّل لعب أولادنا إلى الانفراديّة أمام الشّاشات، على حساب قسم كبير من الألعاب، وأهمّها الألعاب الجماعيّة الاجتماعيّة. من خلال هذه الألعاب لا يحقق الأطفال المتعة فحسب، بل يكتسبون مهارات في مواجهة مواقف اجتماعيّة مختلفة من خلال العمل الجماعي والمشاركة، ومعايشة الصعوبات الجماعيّة والعمل على إيجاد البدائل والحلول.

لهذا، من الهامّ جدًّا المحافظة على وقت محدّد لأولادنا للعب فيه مع أبناء جيلهم في ملعب الحيّ أو في الحارة، لأنّ هذه الأماكن تنمّي لديهم العديد من المهارات، كما تتيح لهم تذويت العديد من القيم الاجتماعيّة الجماعيّة.

ثالثًا، تحدّثوا مع صغاركم عن تجارب طفولتكم، وعن أيّام زمان وكيف كنتم تقضون الوقت. هذه المشاركة من شأنها أوّلًا التقريب بينكم وبين عالميكم، كما أنّها تشجّع الطّفل على الاندماج في فعاليات مشابهة.

بإمكانكم إثراء هذه المشاركة من خلال صور لكم وأنتم أطفال، أو من خلال نصوص تدعم هذه القيم وتجسّدها كما رأينا في كتاب "فطائر ماما فانيا".

وأخيرًا، راقبوا أطفالكم عن كثب لتروا ما هي القيم التي تنقصهم في شراكاتهم الاجتماعيّة، واعملوا على تذويتها بصورة حيّة وشيّقة.

 

بقلم الاختصاصيّة النفسيّة العلاجيّة رنا منصور عودة