דילוג לתוכן המרכזי בעמוד

والآنعلمالدماغيثبت:قراءةالأهللطفلهمضروريةلتطوّرهالذّهنيّوالعاطفيّ

17/06/2019

 

إليكم جلّ ما ورد في مقالة نشرها موقع (mako) بتاريخ 13 حزيران، احتفاءً بأسبوع الكتاب العبري الذي ينظّمه اتّحاد النّاشرين بالتعاون مع مكتبة بيجاما (المشروع التوأم لمكتبة الفانوس) تحت شعار "القراءة المشارِكة". تركّز المقالة على البحث الجديد والأوّل من نوعه الذي أُجري في البلاد، ويثبت أن لقراءة الكتب تأثير كبير على دماغ الطّفل/ة من الناحية الذّهنيّة والعاطفية-الاجتماعيّة على حدّ سواء.

وقد أجرت الدكتورة تسيبي هوروفيتس كراوس، رئيسة مركز أبحاث الدماغ لدى الأطفال في معهد التخنيون بحيفا، تجربة بواسطة وسائل تكنولوجية EEG و MRI تفحص مستوى نشاط المخ لدى الأطفال. تمّ خلال التجربة قراءة قصص لأطفال في الأعمار 4-5 سنوات، بأسلوبين – الأول قراءة تفاعلية والثّاني مشاهدة شخص يحكي القصص نفسها عبر شاشة. وأثبتت التجربة أنّ قراءة القصص للأطفال بشكل تفاعلي، تنشّط مناطق في الدّماغ لها علاقة بالإصغاء والتفكير العالي، هذا في حين لا يؤثّر الاستماع لنفس القصص من خلال الشاشات على هذه المناطق.

تقول كراوس إنّ هذا يأتي استمرارًا لأبحاث سابقة أثبتت وجود علاقة بين الوقت الذي يقضيه الأهل في القراءة لأطفالهم وعدد الكتب في البيت، وبين وجود تفاعل أكبر بين مناطق في الدماغ مرتبطة بالقراءة وبين مناطق أخرى مرتبطة بالإصغاء والتركيز وفهم اللغة. بمعنى أنّ هذه المناطق تكون نشطة بشكل ناجع أكبر كلّما تمّت القراءة أكثر للأطفال. هذا في حين تكون هذه المناطق أقلّ فاعلية ونشاطًا كلّما زاد انكشاف الأطفال على الشاشات.

ما السبب لهذه الفجوة؟ تقول كراوس أنّه كلّما قرأ الأهل لطفلهم أكثر، كلّما تفرّغ الطّفل أكثر لتخيّل القصّة. هذا الأمر مهمّ جدًّا لأنّ المناطق المرتبطة بالخيال دورها أيضًا اكتساب قدرات مركّبة أخرى للقراءة وفهم المقروء مع دخول الطفل للصّفّ الأوّل. عمليًّا، القراءة الروتينية، مثل قراءة قصة قبل النوم، إنّما تغذّي مخّ الطفل وتمنحه أساسًا لتطوير قدرات ذهنيّة عالية أكثر وقدرات أكبر لتطوير اللغة.

البروفيسورة دوريت أرام، رئيسة قسم الاستشارة التربوية في كلّية التربية بجامعة تل ابيب، وجدت أننا عندما نقرأ لأطفالنا، فإننا نساهم في تطوّرهم العاطفي والاجتماعي. في سلسلة من الأبحاث التي أجرتها، وجدت أنّه كلّما زادت نسبة الحوار الاجتماعي-العاطفي بين الأهل وأطفالهم أثناء قراءة القصص كلّما زادت قدرة الأطفال على التأقلم الاجتماعي وتطوير تعاطف وفهم أخلاقيّ لبيئتهم.

بواسطة إجراء لقاءات قراءة في بيوت الأطفال، بعد أن يكون الأهل قد حصلوا على إرشاد لكيفية القراءة بطريقة ناجعة وجذّابة، والتحدّث عن مشاعر شخصيات القصّة والعلاقات بينها، وجدت البروفيسورة أرام وشريكاتها في البحث، أنّ القراءة لا تساهم في تطوّر لغة الأطفال فحسب، بل تساعدهم في تطوير تفهّهم للآخر.

تقول أرام: "اكتشفنا أهمّيّة قراءة القصص للأطفال ولكن ليس هذا فحسب، بل اكتشفنا أيضًا أهمية كيفية القراءة. لا تكفي القراءة العادية، بل علينا اختيار القصص المناسبة لأطفالنا، وتوجيههم من خلال طرح أسئلة حول مشاعر الشخصيات والعلاقات فيما بينها".

وتخلص الدكتورة هوروفيتس كراوس إلى القول: "قراءة القصّة للطّفل يجب أن تأتي مع الحضن الدافئ بين الأهل وطفلهم، التواصل بالعيون، وحضور الأب/الأم الكامل أثناء القراءة المشارِكة، على نحو يفتح المجال للحوار حول أحداث اليوم وعن مشاعر الطّفل. القصص لا تمنحنا إمكانية الانكشاف على عوالم المضامين والمعرفة فحسب، بل هي فسحة للحظات ساحرة، وتحليق على أمواج الخيال تساهم بالتالي في تطور قدرات الطفل الذهنية والعاطفية".

 

الصورة من أسبوع الكتاب في تل أبيب، الجدار هو رسمة أعدّها خصيصًا لمكتبة بيجاما الرسّام يوسي أبو العافية