דילוג לתוכן המרכזי בעמוד

منبرةصغيرةمنجوّةكبيرة،شوهي؟

30/05/2019

في أعقاب كتاب "يلّا نحزّر ونحزِر"

 

حزّر فزّر… كلمات طالما سمعناها في صغرنا. حزورة يلقيها علينا الكبار تدفع بنا كأطفال لدخول عالم من التّحديات. بعد أن نجرّب ونجرّب، منّا من يحزر ومنّا من لا يستطيع. وفي الحالتين، عندما نحصل على الجواب والحل تجدنا نسارع لتحزير غيرنا.

هكذا كنا، في زمن مضى. ومع الوقت بدأت تختفي الحزازير من عالمنا، لتستبدلها وسائل التكنولوجيا المتطورة وتشغل بالنا صغارًا وكبارًا. يوم نكون في السيارة، يحمل أطفالنا الهواتف الخليوية أو الآيبد، وعندما نصل البيت يدخلون غرفهم ونسمع هتافاتهم ل“ببجي“  أو ”فورتنايت“ وغيرها من ألعاب افتراضية!

لنتخيّل مشوارًا إلى بيت الجدّة مثلًا: مشوار طويل دون هواتف أو ملهيات… كيف سنقضي وقتنا مع الطّفل؟ بإمكاننا أن نتحدّث أو نحزّر الحزازير أو نلعب أي لعبة شبيهة.

للحزازير فوائد لغويّة وذهنيّة عديدة، منها تنشيط الذّاكرة، الترّكيز، تنمية الخيال وغيرها. كلها مهارات مهمّة وضرورية للتطوّر الذّهني لدى الطّفل، ولكنّي في هذا المقال سأتطرّق للجوانب العاطفيّة المتعلّقة بالحزازير.

أوّلًا، الحزّورة هي دعوة لحوار طريف. في كل مرّة نحزّر الطّفل نخلق جوًّا من الحميميّة، لمجرّد الدعوة للتّفكير المشترك في أمور ظريفة، مختلفة عن الواجبات التعليميّة التي تجمعنا عادة بأطفالنا. الحزّورة هي فرصة لشحذ خيال وتفكير أطفالنا وزيادة معلوماتهم بطريقة ترفيهية مسلّية.

ثانيًا، العديد من الحزازير مبنيّة على عاملَي المفاجأة والفكاهة واللتين من شأنهما تحويل طريقة اكتساب المعلومات إلى تجربة ممتعة، تبقى في ذاكرة الطفل لفترات طويلة.

تشير أبحاث عديدة إلى أهمّية المتعة كعامل يضمن بقاء التجارب العلمية والشخصيّة في ذاكرة الأطفال، الأمر الذي يفسّر اتّجاه عمليّة التّعليم في السّنوات الأخيرة نحو التعلّم التجريبي والفعّال.

ثالثًا، للحزّورة تأثير يشبه القصص على عالم الأطفال. رغم كونها قصيرة، إلّا أنّ الحزورة تأخذ الطّفل إلى عالم من الخيال، مختلف بشكله عن القصّة العاديّة ويحمل بين طيّاته عالما من التّحديات الذهنيّة الخياليّة.

 

بقلم الاختصاصيّة النفسيّة العلاجيّة، رنا منصور عودة