ينظر طفلان نحو غيمة في السّماء، فيرى أحدهما فيها شكل بطّة، ويرى الآخر شكل أرنب. في النّهاية ينجح كلّ منهما في رؤية ما يرى صديقه. قصّة حواريّة تحفّز خيال الطّفل، وتلفته إلى شرعيّة الاختلافات في وجهات النّظر بين النّاس.
ماذا نرى في الرّسمة؟ بطّة أم أرنب؟ يعتمد ذلك على كيفيّة نظرنا إلى الرّسمة. يُخبرنا هذا الكتاب أنّ بإمكاننا أن نرى الواقع من وجهات نظرٍ مختلفة، وبالتّالي أن نفسّره على نحوٍ مختلف.
كثيرة هي المواقف الحياتيّة الّتي نختلف فيها مع الآخرين، ولا شكّ في أنّ العيش بسلامٍ مع أشخاصٍ يخالفوننا الرّأيّ تحدٍّ كبير. أحيانًا نكون على ثقةٍ تامّةٍ بأنّ رأينا هو الصّواب، وبالتّالي نلغي آراء الآخر، أو قد نعتقد أنّه لا يفهم أو لا يعرف- خاصّة إذا كان أصغر سنًّا منّا- ونحاول أن نقنعه بخطأ رأيه. بينما، إذا توقّفنا لحظةً، وحاولنا أن نرى الأمور من زاوية مختلفة، فقد نكتشف وجهات نظرٍ جديدة ومثيرة للاهتمام.
يعرض لنا هذا الكتاب الحواريّ الظّريف سهولة أن نرى أمرًا واحدًا من زوايا مختلفة، وبالتّالي تفسيره على نحوٍ مختلف. إنّ القدرة على رؤية الواقع بعيون الآخرين تمنحنا فرصة لمراجعة مواقفنا، وللتّعامل مع آراء ممّن حولنا بتفهّم وبتعاطف.
ماذا رأيتم حين قرأتم القصّة لأوّل مرة: بطّة أم أرنبًا؟ وهل رأى طفلكم الرّسومات على النّحو ذاته؟ هل سهُل عليكم أن تروا في كلّ رسمةٍ البطّة والأرنب؟ لو كان عليكم أن تقرّروا هويّة الكائن في الكتاب، هل كنتم ستختارون البطّة أم الأرنب؟
نتأمّل مع طفلنا الرّسومات، ونتتبّع معه صفات وأفعال كلّ كائن (منقار البطّة وأذني الأرنب، البطّة تطير والأرنب يقفز.) نفكّر معًا بصفاتٍ وأفعالٍ أخرى، قد يرغب طفلنا برسمها.
يمكن أن نلعب مع طفلنا لعبة “ماذا يختبئ في الخربشة”: يرسم كلّ مشارك رسمةً مجرّدة (قد تكون خطوطًا عشوائيّة) ويحاول الثّاني أن يميّز فيها شيئًا مألوفًا، فيكمل الرّسمة لإبرازه.
ماذا يحصل حين لا ينجح، أو لا يقبل، اللّاعب الآخر أن يرى ما نراه نحن؟ يمكن أن نعرض على طفلنا رسوماتٍ فيها خدع بصريّة (يمكن إيجاد رسومات كهذه في الأنترنت أو في صفحة الكتاب على موقع مكتبة الفانوس) وأن نتحادث معه حول ما يرى.
في نهاية الكتاب تتبدّل وجهات النّظر؛ فمن رأى بطّة في البداية صار يرى أرنبًا، وبالعكس. هل حدث لكم مرّة أن غيّرتم رأيكم في أعقاب وجهة نظر مختلفة؟ كيف يمكن أن نقنع الآخرين بأن يروا الواقع بعيوننا نحن؟
في الصّفحة الأولى من الكتاب غيومٌ مختلفة الشّكل والحجم. هل نستطيع أن نميّز فيها أشكالًا مألوفة؟ من الممتع أن نخرج ونتأمّل الغيوم في السّماء: ماذا نرى؟
في القراءة الأولى، من الممتع أن تعرضي الغلاف على الأطفال، وأن تسأليهم عمّا يرونه: أرنب أم بطّة؟ يمكن أن تشجّعي الأطفال على أن يفسّروا إجابتهم لزملائهم.
هل يمكن أن نرى أمورًا لا يراها الآخرون، أو لا يفسّرونها على النّحو الّذي نفسّره به؟ يمكن أن تدعي الأطفال إلى الجلوس في حلقة، وأن تضعي غرضًا كبيرًا ذا تفاصيل مختلفة في وسط الحلقة (مثل دمية كبيرة، أو تمثال…) أطلبي من كلّ طفل أن يصف ما يراه في هذا الغرض. سيكتشف الأطفال أنّهم يرون تفاصيل مختلفة للغرض، وأنّ كلّ إجاباتهم صحيحة.
يمكنك أيضًا أن تدعي الأطفال إلى الجلوس في أزواج، فيرسم كلّ طفل خربشة على ورقة. على الطّفل أن يتأمّل خربشة زميله ويحاول أن يميّز شكلًا مألوفًا، ثمّ يقوم بإتمامه وتلوينه.
هذه فرصة أيضًا للحديث مع الأطفال حول خلافات قد تحدث بينهم في البستان بسبب وجهات نظر مختلفة. قد ترغبين بأن تشاركيهم خبرةً شخصيّة لك في سياقٍ مشابه.
الخيال مفتاح الإبداع! اختاري غرضًا مثل حبلٍ أو شالٍ أو كتاب، ومرّريه بين الأطفال، واطلبي منهم أن يتخيّلوا ماذا يمكن أن يكون، وأن يجسّدوا ذلك بالحركات، وعلى زملائهم أن يحزروا. على سبيل المثال، يمكن أن يكون الحبل حيّة، أو موجة، أو معكرونة، وغيرها.
تجدين في الإنترنت العديد من الصّور والرّسومات الّتي تعتمد الخدعة البصريّة، لربّما أشهرها رسمة العجوز والصّبية. سيستمتع الأطفال برؤيتها وتخمين ما يرونه.
“ظلالٌ على الحائط”، نشاط يحبّه الأطفال ويستطيعون القيام به بسهولة. عتّمي غرفة الصّف وأضيئي مصباحًا صغيرًا، ثمّ شجّعي الأطفال على تقريب أيديهم من مصدر الضّوء لتشكيل هيئة أرنب أو بطّة، أو أشكال حيواناتٍ أخرى.
وهذه مناسبة لزيارة مكتبة الرّوضة المجاورة، واستعارة كتاب “سبعة فئران عمياء” الّذي وُزّع في مكتبة الفانوس عام 2016، والّذي يتناول أيضًا موضوع وجهات النّظر المختلفة.
نتحدّث عن الكلمات الواردة في النصّ وسياقات استعمالها. نختار الكلماتِ اللافتة، ونضيفُ إلى ركن الكلماتِ بطاقاتٍ فيها الصور والكلمات. قد نحضّر كمياتٍ كافيةً منها للعبة ذاكرة.
نتعرّف إلى صيغة السؤال: هل رأيتَ؟ هل تمازحني؟ نختارُ عباراتٍ ونصيغها أسئلةً ونلفظها. ننتبه إلى تغيّر طريقة النبرة مع السؤال.
إنّه/ بلا شكّ/ بالتأكيد، هي صيَغٌ لنؤكّد كلماتنا. متى نستعملها؟
تعالوا نتحدّث:
نتحاور حول شعورنا حين نختلف مع أحدهم، حول طرق الإقناع المختلفة. تعالوا نرى بقعة ماءٍ في الحديقة، ماذا نتخيل فيها؟
(ملاحظة: في نشرة مكتبة الفانوس أفكارٌ كثيرةٌ للحوار، لن نكرّرها هنا، يمكن للمربية الاطّلاع عليها).
الكفايات اللغويّة:
يعرض الكتاب نموذجًا للتخمين. ماذا لو جرّبه الأطفالُ بأنفسهم قبل التعرّف إلى النصّ. يمكن للمربية أن تعرضَ الصّوَر أمام الأطفال في مجموعاتٍ صغيرةٍ قبل قراءة النصّ، وتطلب منهم تخمينَ مضمون الكتاب، وتدوّنَ أفكارهم. سنحصل على مجموعةٍ من الأفكار والقصص الصغيرةِ لنفس الصّوَر، وهي فرصةٌ ليجرّبَ الأطفالُ بأنفسهم رؤيةَ الصور بطرقٍ مختلفة.
نلعب لعبة الصّندوق السحريّ. تحضّر المربّية صندوقًا كبيرًا بأسطحٍ مختلفة (أسطح بألوانٍ مختلفة/ بصوَرٍ متنوّعة). نطلب من طفلَين أن يجلسا متقابلَين ويصفَ كلّ منهما ما يرى. يحاول كلا الطفلَين إقناعَ زميله بما يرى. ثمّ نعرض الصندوقَ كاملًا. هي فرصةٌ لحوارٍ حول فكرة الكتاب، ورؤية نفس الأمرِ بطرقٍ متنوّعة.
قد نحاول الاستفادةَ من الحوار في الكتابِ للتّفاوض حول مواقفَ من حياة الرّوضة. كيف تقنع زميلَك بما يخالفك فيه؟ نتحدّث عن مواقف من الرّوضة، ونحاول حلّها بالاستفادة من النصّ وقوالبه اللغويّة.
يعرض الكتابُ الأحداثَ دون سردها بشكلٍ حكائيّ. ماذا لو سردناها نحن مع الأطفال وكتبناها بشكلٍ جديد؟ (مثلًا: كان يا ما كان صديقان، رأيا شيئًا يتحرّك…). سنحصل بالتأكيد على صيغةٍ جديدةٍ لنفس المضمون، ندوّنها في كتيّبٍ للبستان.
الوعي الصّوتيّ وبدايات القراءة:
تتكرّر كلمتا “أرنب” و “بطّة” في النصّ. لنحاول أن نتعرّف إليهما في النصّ ونميّزهما.
نتوقّع من الأطفال بجيل 4-5 “أن يركّبوا كلماتٍ من مقاطعَ مختلفةٍ“، وبما أننا في بداية العام الدراسيّ، فقد نلعب بما يتلاءم مع هذه المرحلة. نقطّع الكلماتِ، ونتخيّل أن المقطع الأوّل مختبئٌ في إحدى يدينا، والمقطع الثاني في اليد الثانية. (في يدي اليمنى “أر” وفي اليسرى “نَب”). تعالوا نقرأ واحدًا منها فقط ونخفي الآخر. نبدّل المقاطع، على ماذا حصلنا؟ لو خلطنا مقطعًا من كلمةٍ بمقطعٍ من كلمةٍ أخرى سنحصل على كلماتٍ غريبةٍ ومضحكة. يمكننا تطوير اللعبة مع أسماء الأطفال، أو أسماء أغراضٍ من البستان.
(قد تساعدنا أغنية حنان سوسان :”مين بعرف شو صار لما جَ شاف رَس).
الوعي الصرفيّ:
نتعرّف إلى صيغة المثنى “هاتان أذنان” “هاتان عينان” ماذا نقول عن أشياء أخرى بصيغة اثنين؟ (مثلاً هذان ولدان وهاتان ابنتان).
نتعرّف إلى صيَغ المذكّر والمؤنث (إنها بطةٌ- إنه أرنب)، ونلعب مع أغراضٍ متوفّرة بوصفها بأفعالٍ وصفات. (قفز الأرنب/ قفزت البطة- رقصت البنت/ رقص الولد- القلم أزرق/ الورقة بيضاء).
عملًا ممتعًا
أنوار الأنوار- المرشدة القطرية للتربية اللغوية في قسم التعليم قبل الابتدائيّ العربيّ والبدويّ.