דילוג לתוכן המרכזי בעמוד

ماذانفعلعندمايتذمّرالأطفالمنالوحدة؟

02/02/2022

رنا منصور عودة*

في أعقاب قصّة "وحيد في الشارع" للشاعر فاضل علي

 

"وحيد" هو قط يعيش وحيدًا في الشارع ويحتاج إلى الطعام والأصدقاء، إلّا أنّه ليس وحيدًا في شعوره بالوحدة. فالوحدة هي شعور يطرق أبواب قلوبنا في فترات عديدة، ويزورنا وبرفقته مشاعر سلبيّة أخرى. كما أنّ الأطفال أيضًا يشعرون بالوحدة في الكثير من الأحيان ويعبّرون عن شعورهم فيها أو عن تذمّرهم من عدم وجود الأصدقاء.

لماذا يشعر الطفل بالوحدة وكيف باستطاعتنا مساعدته على تخطي هذا الشعور؟

يعود ذلك، بالأساس، إلى أنّنا كبشر نولد كمخلوقات اجتماعيّة يحتاج الواحد منّا إلى الآخر في حياته اليوميّة، كما أنّنا نعيش مع الآخرين تجاربنا ومشاعرنا، ووجودهم حولنا وفي حياتنا هي حاجة ضرورية وأساسيّة لتطوّرنا في جميع المجالات؛ الذهنيّة والعاطفيّة والاجتماعيّة.

إنّ بناء علاقات الطفل مع أقرانه هي قدرة مكتسبة يتعلّمها الطفل من بيئته المحيطة، ويتمرّن عليها لكي يصبح طفلًا اجتماعيًّا قادرًا على بناء العلاقات والحصول على أصدقاء. وهنا، يبرز دور البيئة في إكساب الطفل مهارات التواصل مع الآخر والنجاح في التواصل معه.



 

كيف نساعد الطفل في اكتساب مهارات التواصل الاجتماعيّ؟

من الضروريّ إكساب الطفل مهارات التواصل مع الآخرين، لأنّ قسمًا من الأطفال باستطاعتهم المبادرة في اللعب والحديث مع الآخر، لكنّ القسم الآخر منهم لا يستطيع فعل ذلك. في مثل هذه الحالات، علينا كبالغين مراقبة الأطفال أثناء هذه المواقف لنرى ونفهم نقاط القوّة عندهم، والنقاط الأخرى التي تحتاج إلى تدخّلنا.

كما أنّه من الضروريّ كشف الطفل على "جمل مفتاح" تمكّنه من المبادرة في مواقفه الاجتماعيّة مع أقرانه، إنّ إكسابه مثل هذه الجمل قد يكون سهلًا من خلال التقليد، فعندما نأخذ أنفسنا كنموذج في جمل مثل: "عندما كنت صغيرًا كنت في موقف شبيه و...."، أو "لو كنت مكانك لقلت لها...." فإنّ هذا يساعد الطفل في ترديد جمل شبيهة مستقبلًا عندما يحتاجها.

ماذا نفعل عندما نسمع تذمّر الطفل من الشعور بالوحدة أو من قلّة الأصدقاء؟

أوّلا، يُنصح بالإصغاء للطفل، فإصغاؤنا هامّ لإعطائه الشرعيّة لما يدور في خلجه من مشاعر.

ثانيًا، نبتعد عن إصدار الأحكام على الطفل، وسلوكياته أو مشاعره. تُعطى الشرعيّة كاملة لكلّ ما يشاركنا به الطفل من عالمه الخاص.

ثالثًا، نتعاطف مع الطفل في تجربته، لأنّ هذا التعاطف من شأنه أن يشجّع الطفل في علاقته معنا، كما ويساعده لكون التعاطف نفسه من القدرات الهامة التي نحتاج إلى اكتسابها. هذا التعاطف، إذًا، هو بحدّ ذاته فرصة للتعلّم أيضًا.

رابعا، المشاركة الفعّالة وتبادل الأدوار من شأنهما أن يسهّلا عمليّة التعلّم أيضًا.

خامسًا، نتابع مع الطفل ما تمرّن عليه بعد حوارنا، لنستطيع تشجيعه في هذا المسار الاجتماعيّ/العاطفيّ.

* الكاتبة هي اختصاصيّة نفسيّة علاجيّة