الصّديقوقتالضّيق–مهارةنتعلّمها
20/04/2021
رنا منصور عودة*في أعقاب كتاب "فيلو وِفل الخارق"
تأليف ورُسومات: ديفيد ماكي | ترجمة: ناردين ضَو | النّاشر: كورئيم
القدرة على التّفاعل الاجتماعيّ مع الآخرين واكتساب الأصدقاء هي من أهمّ القدرات التي نحاول غرسها في أطفالنا.
نحن نعلم كبالغين أهميّة "الآخر" في حياتنا، وهناك أمثلة عديدة تشيد بذلك، منها مثلًا "الصّديق وقت الضيق". ونحاول دائمًا، كبالغين، مساعدة الأطفال ومساندتهم في هذه المهمّة الاجتماعيّة بسبب الفوائد العديدة لاكتساب الأصدقاء.
"فيلو وفِل الخارق" هو كتاب يلقي الضّوء على معنى مساعدة الصّديق عندما يكون في ورطة. يمرّ المجهود الذي يقوم به فيلو من أجل صديقه فِل، بمسارٍ مضحكٍ وأفكارٍ غريبةٍ لإلهاء الحيوانات الأخرى في الغابة. قد تختلف هذه "الورطة" من طفلٍ إلى آخر، ولكن ما لا شكّ فيه هو أنّنا نحتاج إلى يدٍ صديقةٍ في مثل هذه المواقف.
لنتوقّف قليلًا عند جانبيّ هذا الموقف أو هذه الورطة:
من يحتاج المساعدة، ومن الّذي يقدّمها؟
لنبدأ أوّلاً مع الوقوع في ورطة:
من المهم جدًّا أن نعرف كيف نطلب المساعدة في حال كنّا بحاجةٍ إليها، علمًا أن الكثيرين يواجهون صعوبة في طلب المساعدة من الآخرين عند الحاجة. نرغب جميعًا في أن يكون أطفالنا أقوياء، وألّا يكونوا بحاجةٍ إلى المساعدة، ولكنّنا ندرك بأنّه من الممكن أن يقع كلّ فردٍ في "ورطة" أو يواجه صعوبة ما. لذلك، علينا الانتباه إلى هذا الأمر وأن نعلّم أطفالنا كيف يطلبون المساعدة من الآخرين.
تبدأ عمليّة بناء القدرة على طلب المساعدة من خلال النّماذج التي يشاهدها الأطفال في بيوتهم، ابتداءً من الأهل الذين يطلبون المساعدة منهم، أو من خلال التّشجيع على الاستعانة بالإخوة في المواقف التي تتطلّب مساعدة. من شأن هذه المواقف اليوميّة أن تعلّم الطّفل شرعيّة التوجّه لطلب المساعدة ثمّ كيفيّة التوجّه.
تتحوّل الجمل التي نستعملها مع الأطفال إلى مخزونٍ يستعملونه في العالم الخارجيّ. مثلاً، إذا استخدمنا جملاً مثل "أنا في مشكلة، أو عندي صعوبة، هل بإمكانك مساعدتي؟" أو "لا أشعر بخيرٍ، هل تساعدينني؟"، يذوّت الطّفل هذه الجُمل ويقوم باستخدامها مستقبلاً بصورة تلقائيّة ومريحة.
والآن، لنتناول الجانب الثّاني للمعادلة، وهو تقديم المساعدة:
لا يقلّ هذا الجانب أهمّيةً عن سابقه، فمن المهمّ أن نخلق مساحةً يتمرّن من خلالها الأطفال على تقديم المساعدة لمن يطلبها.
أوّلاً: نساعد الطّفل على قراءة الموقف وتفسيره بأنّه طلبٌ للمساعدة.
ثانيًا: نسأل الطّفل عن رغبته؛ هل يريد تقديم المساعدة أم لا؟ بإمكاننا أن نتكلّم عن أنفسنا لتشجيع الطفل، كأن نقول: "أنا كنت سأرغب بمساعدته…"
ثالثًا: إعطاء أمثلة لسُبل المساعدة في حال رغب الطّفل بتقديمها ولم يعرف كيف. يجب أن نُعطي أولويّة أولى لأفكار الطّفل، ومن ثمّ نضيف إليها ما نريد من أجل توسيع آليّاته وأفكاره.
*الكاتبة هي اختصاصيّة نفسيّة علاجيّة