דילוג לתוכן המרכזי בעמוד

كيفعلّمتناالدجاجةالصغيرةالحمراءجدوىالتعاون؟

20/03/2019

 

يشارك العديد من الأهل بحاجتهم إلى تذويت قيم المشاركة عند أطفالهم، خاصة في ظل المتغيّرات حولنا. فقد أتاح لنا الواقع الحديث الكثير من الايجابيات والتسهيلات، إلا أنه سبّب في نفس الوقت تغييرات تؤثر على القيم الشخصيّة والاجتماعيّة. ففي السنوات الأخيرة ازداد تحوّل مجتمعنا نحو الانفرادية والابتعاد عن المجموعة، بسبب انشغال غالبيتنا في أمورنا الحياتية الضاغطة والمتطلّبة، لهذا لا بد لهذه الانفراديّة أن تنعكس على أطفالنا أيضًا.

الحاجة لتعليم الأطفال قيمة المشاركة هي حاجة حياتية، وهي كانت كذلك منذ القدم، إلا أنها مع التطوّر المجتمعي السريع أرى من الهام جدا التوقف عند هذه القيمة بسبب تعمّق "ثقافة الانفراديّة" التي ذكرتها أعلاه.

تُرينا الدجاجة في قصّة "الدجاجة الصغيرة الحمراء" الثمن الذي يدفعه الفرد في حال اختار عدم المشاركة. فنفهم من بين السطور، أنّ عدم المشاركة قد يجعلنا ندفع الثمن ويشعرنا بالندم.

من الهام جدًّا ألّا ننسى بأنّ التطور الطبيعي عند الطفل يبدأ من تمركزه حول ذاته، فحاجته الأولى هي أن يكون مركز العالم. هذه الحقيقة مهمّة لكي ندرك أهمّية التعامل مع عدم المشاركة من منظور متقبّل ومتفهّم. الطفل الذي يستصعب المشاركة ليس أنانيًّا، بل بحاجة إلى مزيد من الوقت وإلى وساطة البالغين كي يتمكّن من الانتقال من مرحلة التمركز حول ذاته إلى اكتساب القدرة على المشاركة.

 

[caption id="attachment_13439" align="alignnone" width="481"] أطفال من روضة المجد يتعاونون في بناء برج، بإشراف المربية داليا أسدي.[/caption]

 

ويطرح السؤال الهام: كيف يتمّ هذا الانتقال؟

أوّلًا: تقبّلوا الطفل حتى تتطوّر العلاقة بينكم وبينه دون ضغوطات.

ثانيًا: اجعلوا أنفسكم مثالًا يطرح المشاركة كأمر إيجابي وسهل. مثلًا، بإمكانك كبالغ المشاركة أمام الطفل، فهو ينظر إليك ويتعلّم بصورة مباشرة وغير مباشرة.

ثالثًا: عبّروا عن مشاركتكم بالكلمات والمشاعر: أثناء قيامكم بالمشاركة أمام الطفل، "ترجموا" أفعالكم بالكلمات، وقولوا مثلًا "أنا أشارك لأني...."، أو "إني أشعر بال... عندما اشارك"، وغيرها من التعبيرات.

رابعًا: اقرأوا للطّفل قصصا عن القيم الاجتماعية، ومن ضمنها قيمة المشاركة. فمن خلال الخيال يستطيع الطفل تذويت هذه القيم بصورة طبيعية.

خامسًا: من التجارب الاجتماعيّة التي يمرّ بها الطفل مع أبناء سنّه، يستوعب بشكل تدريجي أنّ هنالك خسارة محتملة في حال واصلنا عدم المشاركة، وهي الفكرة التي رأيناها في صفحات قصّة الدجاجة. أحيانا، يحثّ هذا الثمن الطفل على المشاركة في المرات المقبلة للحصول على مقابل مجدٍ لمشاركته.

المشاركة قيمة اجتماعيّة، ولكنها تحتوي وترتكز على القيم الاجتماعيّة والشخصيّة. من الهام إعطاء الطفل الفرصة لتعلّم هذه القدرة التي تتطوّر مع الوقت وفقا لتجاربه الشخصيّة وبمساعدة وساطة البالغين من حوله.

 

بقلم رنا منصور عودة اختصاصية نفسيّة علاجيّة مختصّة