
الشّمس وريح الشمال – الحكمة في الرّقّة
منذ نعومة أظفارهم نهتمّ بتعليم الأطفال كيفيّة تدبّر أمورهم، ونرشدهم للعديد من الطرق للحصول على مبتغاهم. من خلال ذلك نساعدهم على تطوير قدراتهم الذهنيّة، ونؤهّلهم لاكتساب مهارات اجتماعيّة حيوية مختلفة، الأمر الذي يعتبر تحدّيًا غير سهل. كتاب “الشمس وريح الشمال”، الذي رافق العديد منّا بأشكاله المختلفة، يطرح طريقتين للحصول على الهدف، وفي ختامه نستنتج أهميّة التعامل بلطف ورقّة مع الآخرين.
لماذا يُستحسَن التعامل بلطف؟ لأنّ ذلك يمنح الفرد شعورًا بالراحة، بسبب المردود الاجتماعي الذي يحصل عليه نتيجة تصرّفاته.
إذن، كيف نساعد أطفالنا في أن يكونوا لطفاء؟
- قدّموا أنتم مثالًا للتصرّفات اللطيفة مع أطفالكم ومع الآخرين. معظم ما يتعلّمه أطفالنا ما هو الّا تقليد لتصرّفاتنا كما يشاهدونها يوميًّا. لذا من المهمّ أن نعيش القيم التي نرغب في تعليمها وتعزيزها عند أطفالنا. آداب التصرّف ونهج الحياة الحكيمة هي من الأمور التي لا تُلقّن، وإنّما تُعاش بشكل يومي وقريب من الطّفل/ة.
- اشرحوا للأطفال طرق التصرّف الحكيم واللطيف. في الكثير من الأحيان لا يفهم الأطفال طرق التعامل الأصحّ في المواقف الاجتماعيّة المختلفة. وهنا تقع على عاتقنا مسؤولية شرح هذه المواقف لما فيها من أمور مركّبة وصعبة في بعض الأحيان. حاوروا الأطفال، مع طرح البدائل مع نتائجها المختلفة، حتى يتمكّنوا من الاختيار بين البدائل المختلفة وتجريبها.
- عزّزوا كلّ تصرّف لطيف لدى أطفالكم، فهذا التعزيز يشكّل وقفة يفهم الطفل من خلالها أنّ الموضوع مهمّ لكم. غالبًا ما نشرح للأطفال ما نرغب بأن يقوموا به، وننسى أحيانًا أنّ إكساب العادات السلوكيّة للأطفال هو مسار يتطلّب منّا مشاهدة سلوكياتهم، وتعزيز ما نرغب بترسيخه لديهم، والتّغاضي عمّا لا نرغب في تكراره.
- استعملت الشمس وريح الشمال طريقتين مختلفتين لتحقيق نفس الهدف. ولكن الشّمس بلطفها وبدون مجهود، تغلّبت على الريح التي استعملت كل قوّتها وأرهقت نفسها. ويشير هذا إلى مدى الحكمة أحيانًا في استعمال الرقّة بدل القوّة. النتيجة المحمودة لهذا الأمر هي تقبّل الآخرين لنا كأشخاص تحلو صحبتهم بسبب لطفهم، وكذلك اكتسابنا طريقة ناجحة لمواجهة الصعوبات التي قد نمرّ بها.
بقلم الاختصاصيّة النفسيّة العلاجيّة، رنا منصور عودة