דילוג לתוכן המרכזי בעמוד

كيفينجحطفليفيالتّعاملمعالخوف؟

15/11/2018

مشاركة حول كتاب "مظلّة هادي" ومادّة للتّفكير في مرحلة انتقال الطّفل من البستان للصّفّ الأوّل

 

على عتبة دخول أبنائنا الصّفّ الأوّل، قد يتبادر إلى أذهاننا السؤال - "هل كبر ابني بما فيه الكفاية حتى يتخطّى مخاوفه؟" في أحيان كثيرة نجد أنفسنا كبالغين في انتظار أن تتبدّد مخاوف أبنائنا مع كل يوم يكبرون فيه، ونتوقّع منهم أن يخافوا أقلّ من السّابق. ولكن، متى يكون بمقدور الطّفل حقا أن يتعامل مع مخاوفه؟

دعونا نلقي نظرة على تطوّر هذه المشاعر عند الأطفال وكيفيّة التّعامل معها:

يرافق الشّعور بالخوف الطّفلَ منذ نعومة أظفاره ومع تطوّر قدراته الذّهنيّة. قد يخاف الطّفل في مراحل نموّه الأولى من أشياء خياليّة، مثل التّنين، السّاحرة، الغول، وغيرها. ومع تطوّر القدرات الذهنيّة وتطوّر مفهوم الواقع عند الطفل، نرى الخوف بشكل جديد، فهو يظهر تجاه أمور أكثر واقعيّة مثل السارق، الأفعى، وما شابه ذلك. هذا التطوّر هو تطوّر طبيعي نشهده عند غالبيّة الأطفال.

قد تثير هذه المخاوف عالم الطّفل الحسّي، وتتركه في الكثير من الأحيان مع شعور غير محبّذ. لكن، لا يبقى الطّفل في هذا الوضع لفترات طويلة، بل يبدأ رويدًا رويدًا، من خلال طاقاته المولودة والمكتسبة من البيئة، بالتّعامل مع هذا الخوف. تفصل بين الشعور بالخوف والقدرة على التّعامل معه بشكل ناجع، فترة انتقاليّة هامّة جدًّا. خلال هذه فترة تظهر الأغراض المختلفة التي يلتصق بها الطّفل ويصطحبها معه إلى كل مكان - " Transitional object".

ما هو هذا الغرض؟

إنّه البراشوت / مظلّة الهبوط التي رأيناها ترافق هادي في صفحات كتابنا لهذا الشهر "البراشوت". وهو مثابة غرض انتقالي يساعد الطّفل على الانتقال من مرحلة ارتباطه بوالديه والحماية التي يقدمانها له، إلى مرحلة التّعامل مع المواقف الاجتماعيّة بشكل مستقلّ عنهما.

هل أسمح لطفلي بالاحتفاظ بهذا الغرض؟

طبعًا. فمن خلال الغرض الانتقالي يستطيع الطفل الشعور بالراحة وتجربة المواقف الجديدة. أخذ هذا الغرض منه بدون جهوزيته لذلك قد يؤثّر سلبّا عليه.

يختلف هذا الغرض من طفل إلى آخر. في العديد من الأحيان قد يكون للغرض علاقة بأحد الوالدين، مثل قطعة ملابس تذكّره بوالدته أو غرض خاص بها، وفي أحيان أخرى لا تكون له علاقة بالوالدين، بل يكون مميّزًا في نظر الطّفل.

في غالبية الحالات يحافظ الطّفل على هذا الغرض ولا يرغب أن يأخذه أيّ شخص منه دون موافقته. قد يرفض حتى تنظيفه إذا اتّسخ أو إصلاحه إذا تعطّل. كل تغيير صغير من شأنه أن يغيّر المعنى الكامل المتعلّق بهذا الغرض بالنسبة للطّفل.

كيف يتخلّى عنه الطفل؟

كما حدث مع هادي! بوتيرته الخاصّة، وبعد التّعامل مع المواقف الانتقاليّة بنجاح ودعم، يبدأ الطفل بتذويت آليات لضبط نفسه ومشاعره دون حاجته "للبراشوت" الخاص به، ويصبح جاهزًا للاستغناء والاستقلال عنه.

 

بقلم الاختصاصيّة النفسيّة العلاجيّة- رنا منصور عودة